كانَ يا ما كان ..
كَـانَ يـَا مَا كَانَ فِي مـَاضِي الزّمَانْ
كـَانَــتِ الـدّنْـيـَا سَـلامــاً وأَمَـانْ
كـاَنَ فِيـْهَا الوَصْـلُ يُسْقِيْنَا هـَوَىً
مِنْ رَحِيْقِ الطِّيْبِ مِنْ دِفْء ِالجَنَانْ
كـَان فِيْـهَـا البَـحْـرُ طَـوّافـَاً لـَهُ
فِـيْ نَـوَاحـِيْـنَـا بـَهَــاءٌ وحَـنَـــانْ
والنُّـخـَيـْلاتُ التِي ْفِـي أرَضـِنَـا
فَيْـئُهَـَـا تَـمْـــرٌ وسِتْـرٌ لِلـمَــكَانْ
تَـصْدَحُ الأَطْيَارُ صبحاً مـِثْلَمـَا
تـصدحُ الأطـفَـال طُـهْرِ الِلـسـَانْ
والصّبَـايَا السّاتـِرَاتُ الكـَاسِـيَـاتُ
اللاهـِيَـاتُ بِحِشْـمَـةٍ فِي كُــلِّ آنْ
لا خـوفُ لا وجـلٌ يشوبُ ولا أذىً
بَـلْ رَاحَـةٌ ريـّانَــةٌ بالإمْـتِـنَـانْ
للهِ بالشّكْر الجَـزِيلِ عَلَـى الّذِيْ
أعَطَى وأسْبَغَ مِنْ عَظِيْمٍ لا يُهَـانْ
أيْنَ انْتَـهَى ذَاكَ الزّمَـانُ وَمَـا الّذِي
جَـعَلَ الحَـيَاةَ فَـرِيسَةً لِلإمْـتِهَانْ
الـدِّيْنُ صَـارَ بِمِحْـنَةٍ وَبِغُـرْبَـةٍ
والعُرْفُ أَمْسَى لا يُهَـابُ ولا يُصْانْ
والـوَاهِـمُـونَ بِدُنْـيَـةٍ خـَدّاعَـةٍ
رَكَنُوا إَلَى مَا لا يُدومُ مَعَ الرِّهَـانْ
بَاعُوا حَيَاتَهُـمُ بَأَرْخَـصِ قِيْمَـةٍ
واسْتَبْدَلُـوهَا بالمَـذَلّـةِ والهَـوَان
أَيـنَ المَـبَـادِئُ أَيْـنَ إِرثُ الأوّلِـينَ
وأيْنَ طُـلابُ السّعَـادةِ فِي الجِنَانْ
عـَافُوا الهِدَايَـةَ والرّشَادَ وَضَيّعُوا
شَرْعَ الإِلَـهِ وَغَيّبُوا صَـوْتَ الأذَآن
صَارَ الحَرَامُ حَلالَهُـمْ وخَلاقَـهُمْ
وحَلالُ دِينِ اللهِ بَاتَ هُو المُـدَانْ
مَاذا جَنُوا غَيْرَ اضْطِّرَابِ نَسِيْجِنَا
بَيْنَ التّعَصّبِ والتّحزّبِ والسِّـنَانْ
فَضَيّـعُـونَا والنُفُـوسُ تَبَاعَـدَتْ
والبَحْرُ صَارَ وَرَاءَ كُثْبَانِ الدّخـَانْ
والدِّيْـكُ مَاتَ وَمَـاتَ نَخْليَ بَعْـدَهُ
أَسْفاً عَلَى مَا هـَانَ عِنْدّ الإمْتِحَانْ
* إبراهيم الزين