أمامنا كتابان تاريخيان جغرافيان، يحكي فيهما المؤلف السيد محمد السيد علي صالح علوي هاشم الشرفاء ماضي الآباء والأجداد في المنطقة الشرقية، المؤلف الشرفاء من مواليد القديح بمحافظة القطيف، سنة 1369 هجرية، جبل نفسه على اظهار المنطقة الشرقية في ثوبها القشيب، وابراز مافيها من آثار تاريخية واحياء مناطق مندثرة بالذكر الجميل لها بما تحتفظ الآن من آثار عريقة تدل على عمق وأهمية أرضها التاريخية..
فالكتاب الأول (المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية حضارة وتاريخ) يضم بين دفتيه اثنا عشر باباً ابتداءً من أسماء الخليج العربي قديماً وحديثاً وجوانب من اهميته، والأسماء القديمة والحديثة لمنطقتي القطيف والأحساء، والبحرين، مروراً بمعضلة الخوارج اثناء الدولتين الأموية والعباسية، وانتهاءاً بالفوائد التاريخية..
هذا الكتاب حكى فيه المؤلف قصة حضارة وتاريخ المنطقة بكل مقاييسها ومعاييرها الفنية وما له صلة بالحضارة والتاريخ.. حتى استطاع ان يضع النقاط على الحروف ويتمم ما بدأه المؤرخون الأوائل ليضع اللمسات الأخيرة على تاريخ وحضارة المنطقة الشرقية من خلال كتابه الأول الذي يقول فيه الأستاذ الأديب عبدالله الشباط: لقد حاول الأستاذ الشرفاء سد الثغرات والخلل لكتابين تاريخيين هما ساحل الذهب الأسود للمؤرخ محمد سعيد المسلم، وكتاب الدكتور عبدالله السبيعي عن المنطقة الشرقية، والخلل في هذين الكتابين على بعد المسافة الزمنية بينهما ان الأول ـ محمد سعيد المسلم ـ ركز على القطيف وقراها ثم يعرج الى بقية مدن المنطقة الشرقية، وبعكسه الثاني نجد الدكتور السبيعي يركز على الأحساء ومدنها ليمتد الى بقية مدن المنطقة ككل.
ولما كانت المنطقة الشرقية بجناحيها الأحساء والقطيف ذات تاريخ سياسي واحد وذات ملامح اجتماعية وثقافية واقتصادية واحدة.. فإن من الصعب الحديث عن جناح دون الآخر، حيث تتداخل المعلومات وتختلط الأوراق كما يقول السياسيون، ولذلك كان لا بد من قيام شخص أو جهة بوضع التصور الشامل لكتابة تاريخ هذه المنطقة وتصوير أحوالها ماضياً وحاضراً من واقع الكتابات التاريخية والآثار الأدبية والحفريات.. ثم يعرج الشباط في مقدمته للكتاب باعتراف صريح وواضح بقوله: وهذا ما حاوله الأستاذ محمد علي الشرفاء في هذه المجموعة،
والمتطلع الى هذا الكتاب يجد وبخاصة في الباب التاسع حديثاً شاملاً عن منطقتي القطيف والأحساء وكيف كانتا مسرحاً للتنافس بين عدد من الدول الأجنبية معتمداً في ذلك على الوثائق التاريخية والكتب القيمة..
اما الكتاب الثاني (شخصية المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية في التاريخ والجغرافيا) فهو شبيه بكتاب ساحل الذهب الأسود ولكنه اشمل واوسع فهو يضم بين دفتيه ستة ابواب ابتدأه المؤلف بالموقع الجغرافي والحدود والإمتداد الطبيعي للمنطقة الشرقية، ثم عدد مدنها وقراها وسكانها وارتباطها التاريخي والسياسي بدولة البحرين، مروراً بالحديث عن الآثار والمواقع التاريخية في المنطقة، واستعرض اهم المشاريع الحديثة فيها كالنمو العمراني والإنتقال الى عصر النفط وانعكاس آثاره على البلاد.
ان كتاب الشرفاء الثاني لهو أدق تفصيلاً من الأول حيث تحدث عن كل قرية وهجرة من المنطقة الشرقية فأوعز لكل بقعة مكانتها في التاريخ والجغرافيا، وابرز لها اهم المعالم التاريخية والأحداث السياسية وهو بحق كتاب دراسة استطلاعي ميداني عده بعض المؤرخين من الكتب الأكاديمية الذي يرصد وباستحقاق تام في قائمة الكتب والمراجع والمصادر المهمة ليرجع اليه الباحثون عند الحاجة.