همسة " تقيؤ ينبأ عن خلل في العقلية الإدارية للبعض من أمهاتنا وأخواتنا العاملين في العمل الخدمي التطوعي " .
قد يظن القارئ العزيز بداية أننا ننقص من شأن المرأة العاملة في الوسط الاجتماعي في ما أوردناه من همسة في أذنيه ، لهذا لطفا نرجو منه التريث قليلا إلى أن يكمل بقية الأحرف في هذا المقال .
إن مجتمعنا زاخر بتاء التأنيث العاملة بكل احترافية في شتى المجالات ولها يرفع العقال احتراما ، وينحني لها جبين الرائعين تقديرا وفخرا ، وكما يقال : إن أصابع اليد ليست متساوية ، وهذا طبيعي جدا إذا ما أسقط اجتماعيا كحالة ثقافية .
إن المرأة قديما كانت تعاني من التهميش الاجتماعي ، وتفشي الفحولة ( الرجل ) في كل الاتجاهات الاجتماعية والثقافية والأدبية .. ، هاهي المرأة الآن تشق طريقها في إبراز ذاتها وفكرها اجتماعيا عبر الأنشطة والفعاليات الاجتماعية سواء كانت من خلال المؤسسات الخدمية الاجتماعية ، أو غيرها .
إنها بحاجة فعلا إلى احتضان المجتمع لها كعنصر فعال له حضوره ليكون نسقا اجتماعيا بجانب الرجل في عملية تكاملية لا تنجرف بكونها ( هامش ) ، أو أداة كريموت كنترول بيد الرجل ، أو كريموت كنترول بيد شقيقتها ( الأنثى المديرة ) بصبغة رجل .
ما يؤسف حقا أن تجد البعض من المديرات في العمل الاجتماعي التطوعي يمارسون الفوقية حينا ، وحينا آخر يمارسون التبعية للرجل دون أية استقلالية ، فتجدها تعيد المرأة للعصر الجاهلي مرة أخرى .
فشخرة لا مبرر لها سوى غرور الذات الذي لا يرتقي بالعمل الاجتماعي ، إعاقة ثقافية وفكرية ينبغي غربلتها وتنقيتها إذا ما أردنا التطور وخدمة المجتمع بأجملها خدمة .
إن القلوب أصابها الملل والبؤس من هكذا عقليات غبار القبح الثقافي بها أخفى معالم الجمال ورونقه الإنساني .
إن العمل الاجتماعي لا يتفق مع ( بوتيك المكياج ) أيتها الأنثى المديرة ، العمل الاجتماعي ينتمي للفكر والثقافة والوعي والروح الصافية كصفاء المرايا .
نهاية أختي المديره أقول تواضعا : " إن العمل الاجتماعي والمهني يقتضي احتضان من يعمل تحت مظلتك بكل الحب وبكل الشفافية البعيدة كل البعد عن التعنت والإقصاء اللامنطقي من أجل أن تكونين خادمة لمجتمعك ، وتكون الخدمة وساما وشرفا يضوء حنايا ملامحك".