في ليلة الجمعة المباركة الموافق للثاني عشر من شهر رمضان الكريم عام 1437 هجرية، كان الموعد السنوي لذكرى الراحلين من أعضاء مركز الهدى للتعليم الديني والتنمية البشرية بالقديح، الذي حمل هذا العام مسمى: (رجال صدقوا).
الدكتور عمار الناصر الذي وقف أمام المنصة مقدماً وعريفاً للحفل التأبيني أشاد بالراحلين واناجازاتهم وعرف الجميع بما يمتلكون هذه الثلة الطيبة من صفات جميلة وأخلاق حسنة كان لفقدهم الأثر البالغ في النفوس ولكنهم تركوا بصمة في المجتمع ما أن تذكر حتى تشكر..

بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم بصوت القارئ نصر الحيراني, ثم كلمة المركز ألقاها الأستاذ محمد حسين آل غزوي استهلها بآية قرآنية (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) ( 23 سورة الأحزاب). حيث ذكر المعنى لـ (رجال صدقوا) التي جاءت في بعض التفاسير بأنها تعني رجال التزموا بخط الله سبحانه وتعالى طيلة حياتهم لم ينحرفوا عنه ولم يبدلوا فيه شيئاً، ومن هؤلاء الرجال أمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب سلام الله عليه وأبنائه المعصومين عليهم السلام.
وأضاف: كما ينطبق مصطلح (رجال صدقوا) وكما يقول المفسرون على كل مؤمن التزم بعهد الله ففعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه.
وأحبتنا أنوار الهدى رحمهم الله تعالى طيلة حياتهم لم نعلم منهم إلا الإيمان الراسخ والعقيدة الثابتة والإلتزام بخط الله سبحانه والحرص على نشر مذهب أهل البيت عليهم السلام، فأصبحوا مصداقاً لقوله تعالى (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ).
هذا وذكر في كلمته مقتطفات من سيرة الراحلين حيث ذكر في البداية الأستاذ سعيد الخويلدي مؤسس جماعة الهدى واوضح للحضور ما كان يتحلى به هذا الرجل المؤمن من صفات وأخلاق عالية جعلته يتبوأ المكانة الرفيعة في قلوب المحبين وبخاصة طلابه الذين لايزالون يتذكرون صولاته وجولاته في سبيل زرع الثقة والحب والسعي وراء طلب العلم..

هذا وشملت الكلمة ذكر السيد فاضل أبو الرحي والدكتور حسن العوى والشهيد أحمد عبيد، واشاد بجهودهم المبذولة وبعملهم المخلص لله واقتدائهم بمعلمهم السابق الذكر حيث عاشوا حياتهم القصيرة في وسط مجتمعهم محبوبين ومحترمين لما قدموا من اعمال خيرية وانسانية لا تنسى على مر الأيام والسنين فقد سكنت احاسيسهم القلوب، ومشاعرهم النبيلة باقية تدغدغ العقول..
قصيدة في حق الراحلين للشاعر الأستاذ صالح الدعيبل ألقاها بنفسه وهذا نصها:
مازالت
كل النظرات الكانت منكم
تتأملنا
ما زالت موجودة
وحنين الحب بنا يدفعنا في التأبين
لنفتح كل الآمال المعقودة
ونقول لكم ها جينا
وأيادينا يا أنوار المركز ممدودة
منكم على هالاتنا فلتسكبوا الجلباب
في كل عام نلتقي نبلسم الأعصاب
أنتم شموع حفلنا من حير الألباب
والحرف ماذا ينقش بصفحة الأتراب
سعيد ضم بسمتي بطبعه الخلاب
كالشمع ذاب ينحني برقصة المحراب
مد الغياب بيننا بساحة استجواب
كل القصيد بعده يبكي على الأعتاب
وفاضل له دنت طهارة الأنساب
نبكي على فراقه من لحظة الإنجاب
فلم يدم ما بيننا بخلقه الجذاب
شاء الوداع مسلكاً عن جملة الأصحاب
دكتورنا قف لي هنا فخاطري لهّاب
أشتاقكم ودمعتي تبلل الأثواب
يغريني في مقامكم قدسية الأنخاب
بالصبر قد تلونت ملامح الأطياب
شهيدنا أهل ترى لاقيت ما قد غاب
حين ارتحلت طاهراً تحير الكتاب
ما زلت تمشي بيننا بأعمق الأصلاب
همس الحكايا بيننا سيرشد المرتاب
الشوق لو تكلما في حضرة الأحباب
فالدمع في مدامعي يرافق المُنساب
كنا بضوء عينهم نهدهد الأهداب
فما الحياة بعدهم إن أصبحوا غياب
ابيات حسينية على ارواح الراحلين والشهداء الكرام كانت مسك ختام هذا الحفل قرأها الرادود محمد العنكي جزاه الله الف خير وجزى الله المشاركين والحضور الخير العميم.