جديد الموقع
بوابة التدوين :         شهيد المحراب.. مسيرة كريمة صمتت حين أعطت         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 3)         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 2)         الغدير في القرآن الكريم من کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني (ح 4)         آيات قرآنية من کتاب الغدير في التراث الإسلامي للسيد الطباطبائي         عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 6) (فكلي واشربي وقري عينا)     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         الخليج العربي ـ دراسة ثقافية حديثة ومعاصرة ـ محمد علي صالح الشرفاء         شخصية المنطقة الشرقية في التاريخ والجغرافيا ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأجتماعية في المنطقة الشرقية ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الثاني ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الأول ـ محمد علي صالح الشرفاء         زيارة عاشوراء تحفة من السماء    

صدى و تصدية و صدودا في القرآن الكريم

صدى و تصدية و صدودا في القرآن الكريم
الدكتور فاضل حسن شريف



قال الله تعالى عن صدود"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا" النساء 61& صدودا اسم، رأيت المنافقين يصدون: يُعرضون، وإذا نُصح هؤلاء، وقيل لهم: تعالوا إلى ما أنزل الله، وإلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهديه، أبصَرْتَ الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، يعرضون عنك إعراضًا. جاء في معاني القرآن الكريم: صدد الصدود والصد قد يكون انصرافا عن الشيء وامتناعا، نحو: "يصدون عنك صدودا" (النساء 61)، وقد يكون صرفا ومنعا نحو: "وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل" (النمل 24)،"الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله" (محمد 1)،"ويصدون عن سبيل الله" (الحج 25)،"قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله" (البقرة 217)،"ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك" (القصص 87)، إلى غير ذلك من الآيات. وقيل: صد يصد صدودا، وصد يصد صدا (قال السرقسطي: وصد عن الشيء صدودا، أعرض، وصد أيضا: ضج).

جاء في المعاجم: صدَّى: (فعل)، صدَّى يصدِّي، صَدّ، تصديةً، فهو مُصَدٍّ. صدَّى فلانٌ: صفَّق بيديه: تصفيق أو صياح وصفير. صَدَّى الصَّوْتُ: أَحْدَثَ صَدىً، أَيْ تَرَدَّدَ صَدَاهُ. صَدَّى الأَصْوَاتَ: جَعَلَهَا تَتَجَاوَبُ. صَدَّى الحديد: صدّأ، اصابه الصدأ. صَدَى: (اسم) الجمع: أَصْداء. الصَّدَى: العطش الشديد. الصَّدَى: رَجْعُ الصَّوْتِ يَرُدُّهُ جِسْمٌ عَاكِسٌ كَالْجَبَلِ أَوِ الْمَغَارَةِ، أَوْ بَهْوِ قَصْرٍ وَاسِعِ الأَرْجَاءِ. الصدى: الشُّهْرَةُ، الصِّيتُ الذَّائِعُ. صدى: تأثير، انعكاس. كلامٌ لا صدى له: عديم التَّأثير. تَصَدَّى: (فعل) تصدَّى لـ يتصدَّى، تَصَدَّ، تصدّيًا، فهو مُتَصَدٍّ، والمفعول مُتَصَدًّى له، تَصَدَّى اللاَّعِبُ لإِيقَافِ الْمُهَاجِمِ: تَعَرَّضَ لَهُ، حَاوَلَ مَنْعَهُ مِنَ الهُجُومِ. قوله تعالى "أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى" (عبس 5-6). تصدَّى لفلان:واجهه، عارضه، جابهه. تصدَّى للأمر: رفَعَ رأْسَهُ لينظُرَ إليه. مُتَصَدّى: (اسم) مُتَصَدّى: اسم المفعول من تَصَدَّى. التصدية: (اسم) صوت التصفيق. أَصْدَى: (فعل) أصدى يُصدي، أصْدِ، إصداءً، فهو مُصدٍ. أَصْدَى الجبلُ: رَدَّ الصوتَ بالصَّدَى. صدَّى فلانٌ صفَّق بيديه"وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَة " (الانفال 35) تصفيق أو صياح وصفير.

جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قال تعالى "وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ" (الانفال 35) والآيات نزلت عقيب غزوة بدر. والآيات تبين أنه لم يكن من قبلهم مانع من نزول العذاب غير وجود النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بينهم فإذا زال المانع بخروجه من بينهم فليذوقوا العذاب وهو ما أصابهم في وقعة بدر من القتل الذريع. وبالجملة كان المانع من إرسال الآيات تكذيب الأولين ومماثلتهم لهم في خصيصة التكذيب ووجود النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله بينهم المانع من معاجلة العذاب فإذا وجد مقتض للعذاب كالصد والمكاء والتصدية وزال أحد ركني المانع وهو كونه صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله فيهم فلا مانع من العذاب ولا مانع من نزول الآية وإرسالها ليحق عليهم القول فيعذبوا بسبب تكذيبهم لها وبسبب مقتضيات أخر كالصد ونحوه. أخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل"إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَة " (الانفال 35) قال: المكاء صوت القنبرة والتصدية صوت العصافير وهو التصفيق، وذلك أن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة كان يصلي قائما بين الحجر والركن اليماني فيجيء رجلان من بني سهم يقوم أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله، ويصيح أحدهما كما يصيح المكاء، والآخر يصفق بيده تصدية العصافير ليفسد عليه صلاته.

يعلو صدى الحقّ في تقرير ضعف الوثن و عبدته في قوله تعالى: "ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ‌" (الحج 73). يقول الراغب في مفرداته: (تصدّى): إنّها من (الصدى)، أي الصوت الراجع من الجبل. جاء في الشعر الجاهلي: لسلمت تسليم البشاشة أو زقا * إليها صدى من جانب القبر صائح‌. جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: قال تعالى "تَصْدِيَة " (الانفال 35) تضعيف تفعله من الصدى، وهو أن يضرب بإحدى يديه على الأخرى فيخرج بينهما صوت، و"تَصَدَّى" (عبس 6) تعرض. يقال: تصدى له، إذا تعرض إليه.

تحدد الدلافين شكل ونوع الجسم من صدى الارتداد. والدلافين حيتان لها أسنان ولكنها صديقة للإنسان وتقترب من السفن والقوارب. وبسبب نظر الدلافين الضعيف فإنها تستخدم الصدى في مسيرها. وعن علاقة الصدى بالحق والعلم قوله تعالى "هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ" (الجاثية 29). وصوت الحق الصادر من الذين أوتوا العلم له صدى أكبر"وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ" (سبأ 6).

جاء في موسوعة الامام الخوئي للسيد أبوالقاسم الخوئي:قوله تعالى "لِلْفُقَرََاءِ اَلَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اَللََّهِ لاََ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي اَلْأَرْضِ" (البقرة 273) فالآية بإطلاقها يشمل المصدود أيضاً ولا تختص بالمنع بسبب المرض. و مما يؤكد ذلك: أن الآية وردت في صد المشركين لرسول اللََّه صلّى اللََّه عليه وآله وسلم في الحديبية فإنه صلّى اللََّه عليه وآله وسلم نحر في مكانه ورجع، فكيف يقال بأن الآية لا تشمل الصد، فاختصاص الآية بالحصر بالمرض ونحوه لا وجه له، بل يحتمل أن يكون المراد من الآية الأعم من المنع بسبب العدو أو بسبب المرض كما يساعده المعنى اللغوي للحصر.


شبكة الوادي الثقافي - الدكتور فاضل حسن شريف - الجمعة 1 / 12 / 2023 - 01:06 مساءً     زيارات 466     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك




تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,285
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 45
المجموع 5,050