شذرات عن العيد في الاسلام (ح 3)
ورد عن الشعائر والعبادات في كتب المراجع العظام: أن الأيام الشريفة كالأعياد تتميز بموضوع النظافة و الزينة، لذا جاء التأكيد ايضاً للغسل و الطيب و حسن الثياب، و الاعمال الاجتماعية العامة بحيث أن الصلوات فيها تقسم بهذا الطابع ايضاً كما في صلوات الجمعة و العيدين، وكذلك التأكيد لاهمية زيارة الإخوان و الأنفاق و الإحسان و غيرها من المفردات الاجتماعية. عن الشيخ محمد الربيعي في صفحة وكالة براثا الاسلامية الالكترونية العيد مناسبة لاعادة إحياء الارتباط الفعلي بالمفاهيم والتعاليم الاصيلة للاديان السماوية والتي عملت على بناء الانسان وإعداده من كل النواحي، ليبقى في دائرة الفعل والمسؤولية لامجرد الانسان المنفعل والمنقطع، عن أصالة مايحمل من قيم ومفاهيم . وان يبقى على دوام في حالة أعياد وفرح بتواصله الحي والصادق مع ربه ومع محيطه وواقعه ليحول كل الزمن الى عيد حقيقي وكما عبر الامام علي عليه السلام (وكل يوم لايعصى الله فيه فهو يوم عيد)، فعلينا واقعا بأعيادنا ان نراجع انفسنا ماقدمنا وما ادخرنا لاخرتنا، علينا ان نفكر كم فقدنا وكم فارقنا من احبة وعليه يجب نحمد الله على البقاء على نعمة الحياة. النتيجه لايكون توجهنا بيوم العيد بالابتعاد عن الله تعالى، وان نبقى من مصداق الاية "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ" (البقرة 257) ولانكون في يوم العيد مصداق الاية "وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ" (البقرة 257) لان عندها نتيجتنا تكون "أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 257).
جاء عن مكتب المرجع الاعلى السيد علي السيستاني فصل في صلاة العيدين الفطر والأضحى: [ 2201 ] مسألة 3: يكره فيها أمور: الاول: الخروج مع السلاح إلا في حالة الخوف. الثاني: النافلة قبل صلاة العيد وبعدها إلى الزوال إلا في مدينة الرسول فإنه يستحب صلاة ركعتين في مسجدها قبل الخروج إلى الصلاة. الثالث: أن ينقل المنبر الى الصحراء، بل يستحب أن يعمل هناك منبر من الطين. الرابع: أن يصلي تحت السقف. [ 2202 ] مسألة 4: الأولى بل الأحوط ترك النساء لهذه الصلاة إلا العجائز. [ 2203 ] مسألة 5: لا يتحمل الإمام في هذه الصلاة ما عدا القراءة من الأذكار والتكبيرات والقنوتات كما في سائر الصلوات. [ 2204 ] مسألة 6: إذا شك في التكبيرات والقنوتات بنى على الأقل (1114)، ولو تبين بعد ذلك أنه كان آتيا بها لا تبطل صلاته. [ 2205 ] مسألة 7: إذا أدرك مع الإمام بعض التكبيرات يتابعه فيه ويأتي بالبقية بعد ذلك ويلحقه في الركوع، ويكفيه أن يقول بعد كل تكبير: ( سبحان الله والحمد لله ) وإذا لم يمهله فالأحوط الانفراد وإن كان يحتمل كفاية الإتيان بالتكبيرات ولاءا، وإن لم يمهله أيضاً أن يترك ويتابعه في الركوع، كما يحتمل (1115)أن يجوز لحوقه إذا أدركه وهو راكع لكنه مشكل لعدم الدليل على تحمل الإمام لما عدا القراءة. [ 2206 ] مسألة 8: لو سها عن القراءة أو التكبيرات أو القنوتات كلا أو بعضا لم تبطل صلاته، نعم لو سها عن الركوع أو السجدتين أو تكبيرة الإحرام بطلت. [ 2207 ] مسألة 9: إذا أتى بموجب سجود السهو فالأحوط (1116) إتيانه، وإن كان عدم وجوبه في صورة استحباب الصلاة كما في زمان الغيبة لا يخلو عن قوة وكذا الحال في قضاء التشهد المنسي أو السجدة المنسية. [ 2208 ] مسألة 10: ليس في هذه الصلاة أذان ولا إقامة، نعم يستحب أن يقول المؤذن: ( الصلاة ) ثلاثا. [ 2209 ] مسألة 11: إذا اتفق العيد والجمعة فمن حضر العيد وكان نائيا (1117) عن البلد كان بالخيار بين العود إلى أهله والبقاء لحضور الجمعة.
يقول الشيخ حبيب الكاظمي في موقع السراج: المائدة السماوية: من الآيات الملفتة في القرآن الكريم هي الآيات التي تضمنت الحوار الذي دار بين الحواريين وبين النبي عيسى عليه السلام حيث قالوا له: "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (المائدة 112) فمن العجب أن يطلب الحواريون ذلك من عيسى وهم أقرب الناس إليه ومن تلامذته المخلصين له. وقد نهاهم عيسى عليه السلام عن ذلك واستغرب من فعلهم وقال: "اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (المائدة 112). وليس من الضروري أن يرى المؤمن آثار الغيب دائما ليزداد إيمانا بذلك العالم، وقد قام الحواريون ببعض التبريرات فقالوا: "قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ" (المائدة 113)، وقد قال بعض العلماء وهي التفاتة جميلة: أن سر الضعف والوهن في هذه الكلمة أنهم جعلوا الأكل من المائدة السماوية وسيلة لاطمئنان القلب وكأن الأيام التي عاشروا فيها النبي العظيم لم تكن كافية لهذا الاطمئنان، ولذلك هددهم الله بعذاب فريد لم يعذب به أحدا قبلهم وهو قوله تعالى: "قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ" (المائدة 115) وقد كفر البعض منهم واستحق ذلك العذاب. دروس القصة: من الدروس التي نتعلمها من هذه القصة: أنه مهما ازدادت نعم الله عز وجل على البشر ازدادت حجته عليهم؛ فهؤلاء الحواريون كانوا ممن يؤمنون بالغيب بسواد في بياض ولكن قد تمت عليهم الحجة بعد نزول المائدة السماوية بغض النظر عما كانت تحتويه هذه المائدة من صنوف الطعام والشراب. والذي أغدق الله عليه من أصناف النعم وجعله آمنه في وطنه يغدو ويروح في سبيل كسب معيشته وقضاء حوائجه فهو كما يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِناً فِي سَرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ اَلدُّنْيَا)، وحق له أن يشكر الله عز وجل وأن يعبده مخلصا.
جاء في شبكة المعارف الاسلامية الثقافية عن العيد دلالاته ومعانيه: دواعي العيد ومبرراته: تختلف دواعي الاحتفال باختلاف الأشخاص، فنرى مثلاً أن شخصًا يحتفل بمناسبة نجاحه في إنجاز عمل معين، كربح في تجارة، أو زواج، أو نجاح في امتحان ونيل شهادة أو غير ذلك، ويجعل من هذا النجاح عيدًا يحتفل به في وقته من كل سنة، ومثل هذا النوع من الاحتفال يتّصف عادة بصفة الفردية لأن الداعي له، والمحتفِل به، هو الفرد نفسه، كما أن نتائجه الإيجابية راجعة إلى الشخص نفسه. وقد أقرَّت المجتمعات الإنسانية لكل فئة من الناس عيدًا، فللمزارع والعامل عيد، وللاستقلال الوطني عيد، ولشهداء الأوطان الذين كان لهم أثر في نجاح مشروع وطني عيد كذلك، وهكذا.. وهذا النوع من الاحتفال يتّخذ صفة الجماعية بحسب العادة لأن الداعي له، هي الجماعة كلها، ونتائجه تنعكس على الجميع كذلك، إلا أن الإحساس بالبهجة والفرح، يختلف باختلاف الأشخاص، ومدى تأثرهم وانفعالهم بالمناسبة المعيّنة. يتّخذ كلّ عيد أهمّيته ودلالاته في نفوس النّاس سواء كان عيدًا فرديًّا أو للجماعة بأسرها، من مقدار ما تتمتع به المناسبة الدّافعة لإنشائه من أهمِّية وخطر عندهم، وتزداد أهمّيته سعة وشمولاً بمقدار اتّساع المناسبة الداعية له، وتنعكس مظاهر الفرح تبعًا للمناسبة المُحتفَى بها، وإلا فإنّ العاقل لا يعبّر عن فرحه وبهجته بدون مناسبة، لعدم وجود فرح يمكن أن يعبّر عنه بحسب الفرض، ذلك أنّ ظاهر الإنسان مجرد انعكاس لما انطوت عليه نفسه، والحياة الدنيا مليئة بالهموم والمشاكل والأحزان، بل هي ملازمة لها، ولا يخلو إنسان من مشاكل هذه الحياة وهمومها، فإبراز الفرح والبهجة بدون دافع له، مع وجود هذه الهموم في نفسه يعني أحد أمرين: فهو إمّا أنه لا يتمتع بنعمة العقل الذي يحكم سلوكه وتصرفاته، وإمّا أنّه إنسان عبثيّ، لا ينطلق في سلوكياته من حكمة تقتضيها، وهذه صفة من ابتُلِي بانفصام الشخصية وازدواجية السلوك في الذات، ذلك أنّ المظهر ينبغي أن يكون انعكاسًا للباطن كما أشرنا، فإذا كان الباطن متألّمًا، لا يمكن إلاّ أن تظهر آثاره، ولا تنعكس أضدادها، لأنّ ذلك من أجلى أنواع خداع النّفس والكذب عليها، وبالتّالي فلا يتحقق أي معنى للعيد والاحتفال. فالإنسان المحتفل من دون وجود ما يبرر فرحه واحتفاله، غير جدير بالاحترام والتقدير، لأنّ شخصيته لا تتصف بالاتزان والاستقامة حينئذ، وبالتالي فلا يستحقّ مشاركته في احتفاله هذا وفرحه ذاك. انطلاقًا من وجود المبرّرات الموضوعية، والمحطّات الهامّة في تاريخ الأمم والشّعوب، نجد أَتباع الديانات، بل مختلف الجماعات الإنسانية، يؤرِّخون تاريخ أُممهم بمناسبات خاصة، تشكّل منعطفًا مهمًّا في حياتهم السياسيَّة أو الاجتماعيّة أو الثقافيّة أو غير ذلك، فاليهود مثلاً يؤرِّخون لأنفسهم بزمان خروجهم من مصر، والنصارى لهم عيد آخر يؤرِّخون انطلاقًا منه، وهو مولد السيّد المسيح عليه السلام، وللمسلمين تاريخ ثالث، يبدأ من الهجرة النبوية الشريفة، وتأريخ الفرس يبدأ بمناسبة اعتلاء قورش العرش، وهكذا الحال في سائر الأمم، التي تحتفل بالاستقلال مثلاً، وغير ذلك مما يشكِّل عيدًا وطنيًّا أو قوميًّا أو دينيًّا لها.