ثالث ثلاثة ـ هبة سعيد قريش
ثالث ثلاثة
عندما يجن الليل
ويأتي الظلام مصطحبا معه القمر
زائرا كعادته
البس عباءة العشاق
وأختفي في كنفها
كي تقيني حر الشوق
واتسلل عبر ثقوب نافذتي
المطلة على مدينتك
وأمتطي الهواء إلى بيتك
وتسبقني خصلات شعري التي لم تتحسس نعومتها
وأدق بكلتا عينيا على نافذتك
فيفتح لي الجدران لأنها أكثر مرونة منك
وأرتمي في مكتبك خلسة
أدورني في زواياه
فأفترش سجادة الحنين في وسطه
علني أجد ذكرى لنا في حنايا المكدسات به
في أوراقك::كتبك::في قسوتك::جحودك::نكرانك
في كل شئ شهده ذاك المكتب
حتى الغبار بين دفات المجلدات
لا أعلم أين هي تلك البقعة
التي كنت تتبادل فيها الحب معي
أردت صبها ذهبا
حملها على قلبي تشيعها شراييني
وأصعد بها نحو السماء لتبقى خالدة
وعلني أجد هديتي
التي غلفتها بدقات قلبي
وربطتها بشريط من وريدي
فلم أجد سوى كأسا مرا
خلفته لي لأتجرعه
وأفتش عن أنفاسي التي
أخذتها لتتدفأ بها في ذلك الشتاء ولم تعدها لي
أبحث عن ورقتي التي
كتبتها بأنيني لك
أخالك حرقتها مثلما حرقتني
لم أجدها
لم أجدها
وكأنها تأبى جاذبية أرضك
كنت واحدا لدي في الحب
لا شريك لك
وكنت أنا ثالث ثلاثة لديك
ولكني لم أكن الرب ولا عيسى ولا مريم
هبة سعيد قريش
شبكة الوادي الثقافي - الأربعاء 14 / 09 / 2011 - 02:18 مساءً
زيارات 796 تعليقات 0
شارك المحتوى عبر مواقع التواصل الإجتماعي