جديد الموقع
بوابة التدوين :         شهيد المحراب.. مسيرة كريمة صمتت حين أعطت         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 3)         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 2)         الغدير في القرآن الكريم من کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني (ح 4)         آيات قرآنية من کتاب الغدير في التراث الإسلامي للسيد الطباطبائي         عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 6) (فكلي واشربي وقري عينا)     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         الخليج العربي ـ دراسة ثقافية حديثة ومعاصرة ـ محمد علي صالح الشرفاء         شخصية المنطقة الشرقية في التاريخ والجغرافيا ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأجتماعية في المنطقة الشرقية ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الثاني ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الأول ـ محمد علي صالح الشرفاء         زيارة عاشوراء تحفة من السماء    

" مهدي موسى " 85 يوماً من الألم تنتهي بالوفاة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

لم  يكن الأب الفاقد لإبنته آيات قبل 12 عاماً على دراية بما يخبئه له القدر، وأنه سوف يفقد ابنه مهدي بذات المرض الذي أصيبت به آيات يرحمها الله، وحتى لم تكن هناك أعراض تشير إلى وجود مشكلة صحية لدى الإبن مهدي، سوى أنه شعر بألم في البطن قبل نهاية شهر ذي الحجة العام المنصرم، فسارع الأب إلى أخذه لأقرب مستوصف على أن الألم هو شئ عارض يصاب به كثير من الأطفال سواءً لسوء تغذية أو لظروف مناخية متقلبة، وبعد الكشف عليه أُخبر الأب بأن الطفل مهدي لديه نزلة معوية وأعطي على إثر هذا التشخيص بعض الأدوية العلاجية، ولكن لم يزل (مهدي موسى المسقلب) يتألم وجسمه غير قابل للأكل، فأخذه والده إلى مستشفى آخر وكالعادة كانت نتيجة الفحوصات أنه يعاني من نزلة معوية، ولم يزل مهدي يتألم، أخذه والده الى مستشفى المواساة وهناك لم يستطع الطبيب كشف المشكلة حتى أخبره الوالد بأن حالة لديه مشابهة حدثت نفس الأعراض من قبل 12 عاماً، عندها انتبه طبيب الأطفال فاستعان بطبيب القلب الذي أخذ الفحوصات اللازمة مع تخطيط للقلب، واكتشف بأن مهدي يعاني من تضخم في عضلة القلب، وأن حالته أخطر من حالة أخته آيات التي توفيت قبل 12 عاماً، تم نقل مهدي إلى مستشفى القطيف المركزي حيث تم تنويمه في غرفة العناية المركزة، وكالعادة المغذي والأدوية تُعطى له عن طريق الوريد لأن جسمه لا يزال غير قابل للأكل عن طريق الفم، وبعد مرور أسبوع على تنويمه كتب له الدكتور على خروج بحيث ينتظم الأهل بإعطائه الأدوية عن طريق الفم وإن أرجعها، وبالفعل قامت والدته برعايته وبالمواظبة على مواعيد الأدوية كل ساعتين ابتداءاً من السادسة صباحاً حتى الثانية عشر ليلاً، وهكذا كل يوم حتى تفاقم عليه المرض وأصبح لا يستغني عن الأوكسجين، إذاً لا بد من نقله إلى المستشفى مرة أخرى، فنقل وهي المرة الثانية والأخيرة حيث قضى أكثر من شهرين على السرير يعاني من الآلام ، وطيلة تلك الفترة أصبح صديقاً وديعاً للأطباء والممرضين ومن يقوم بخدمته أثناء غياب والدته عنه لفترات،

من جانب الأب وماذا عمل لأجل إنقاذ ابنه مهدي:
حاول جاهداً الحصول على موافقة أحد المستشفيات في الرياض لنقل مهدي إليه وفي أسرع وقت ممكن، تمكن بالفعل من الحصول على موافقة مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وتم تحديد الموعد، وحالة مهدي في تدهور مستمر، وعندما قرب الموعد لم تتوفر طائرة الإخلاء الطبي مما أجبر الأب على ابقاء ابنه في المستشفى ، ولم يقف مكتوف الإيدي بل استعان ببعض معارفه هنا وهناك وتم تحديد موعد في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ولكن المشكلة ليست هنا بل المشكلة تكمن في الإخلاء الطبي؟؟
لحل هذه المشكلة ذهب الى أمارة المنطقة الشرقية برفقة أخوه الأكبر وطلب مقابلة الأمير محمد بن فهد، وبالفعل تم ذلك وقد عرض على الأمير محمد مشكلة مهدي فأمر بتوفير الإخلاء الطبي، طيب هذه مشكلة قد انفرجت ولله الحمد، ولكن المصيبة عندما لم يتبق على الموعد سوى يوم واحد أرسل مستشفى الملك فيصل بالرياض فاكس الى مستشفى القطيف مفاده بأن المستشفى لا يوجد به سرير لتنويم مهدي، وفي هذه الحالة لا نستطيع إرسال طائرة الإخلاء الطبي إلا في حالة توفر سرير، وهناك حل من مستشفى القطيف بأن يوفروا سيارة إسعاف تكون مجهزة بكل ما يحتاجه مريضنا مهدي، فهل يتحمل مهدي قطع المسافة بين القطيف والرياض أم لا؟ جواب الدكتور: يتحمل الأب كامل المسؤولية عند حدوث أي مضاعافات لإبنه، والمصيبة الأدهى أن المستشفى في الرياض لا يوجد به سرير فاضي، يعني أن الطفل المريض سوف يقطع مشواره لكي يحضر الموعد فقط وهو مكون من أمرين: الأمر الأول أن تتخذ له كافة الفحوصات والأشعات في تمام الساعة الثامنة صباحاً من يوم الثلاثاء الموافق: 2/3/1431 هجرية، والأمر الثاني: الدخول على الدكتور المختص في تمام الساعة الثانية ظهراً من نفس اليوم، وهنا السؤال: المدة بين الثامنة صباحاً
والثانية ظهراً 6 ساعات أين سيكون مهدي والمستشفى لا يوجد به سرير شاغر؟ طبعاً لا جواب ويعني بذلك دعوا ابنكم يموت أمامكم، ولا ننسى أن نقول بأن سيارة الإسعاف المجهزة سوف تغادر المستشفى بمجرد نزول المريض منها وهي عند ذلك قد أكملت مهمتها وعليها العودة إلى القطيف فوراً...

وكل ذلك والوقت يمضي بسرعة البرق وحالة مهدي تتدهور شيئاً فشيئاً حتى اضطر الطبيب إلى وضع جهاز التنفس ولكنه وعلى ما يبدو لم يتحمله فأخذ جسمه ينزف الدم من كل صوب وجانب وأصبحت حالته يُرثى لها ومن الصعب رؤيته من جانب الأبوين وهو في حالة تقطع القلوب.. حتى جاءنا نبأ وفاته فجر يوم الأحد الموافق 7/3/1431 هجرية، وهكذا انطوت معاناة مهدي وانطوت معه إثنا عشر ربيعاً ومعها كل الذكريات الجميلة، فإلى جنة الخلد يا مهدي وحشرك الله مع من أحببتهم ورددت أسماءهم قبل وفاتك وهم الأئمة سلام الله عليهم أجمعين.......

الكاتب: أبو حسين، خال المتوفى (مهدي) بلدة القديح
شبكة الوادي الثقافي - الإثنين 22 / 02 / 2010 - 07:24 مساءً     زيارات 2616     تعليقات 11
عرض الردود
أضف تعليقك




تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,285
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 45
المجموع 5,050