قراءة في عقل كاتب الكٌتاب في هذا الكون الصغير اللامتناهي::الكبير المحدود تراهم عند مغرب عائم في حزن يؤنثون المذكر ويلبسو أنثاهم شوارب حتى أخمص قدميها الكُتاب يا سادتي عند ساعات الغروب يعتريهم الحنين إلى قرص الشمس الذي مايلبث إلا ويرحل وإن عاد بحادث جديد لا ترى حمرة خديه كما هي ربما خدشها الريح وهو مارا على أوقاتها ولربما غيمة عصرت دموعها على خديه ومحت بعض ملامحه
وأما عندما تتقدم خطوات الليل داقة ابوابهم قادمة من تعب المراكب وحمحمة الحمام مخبئة أصوات الملاحين تحت ترددات أمواج البحر الذي طالما غنو في مراسيه حتى عنق المياه طولا وحتى إتساع نهديه عرضا أصوات ليست كذبذبات المغردين في قميص العرس وطبول الغجريات بل هي أشبه بحزن لف في خرقة مخملية التكوين لا زركشة في ضيقه خميلة متسعة كالأبد وفي هذا الليل نفسه تتبعهم جنيات المساء فتراهم ركعا سجدا لا على سجادة المصلين ولا في محراب التائهين اللذين شربو كؤوسهم دهاقا
أما عندما ينشق الظلام وينفتق من جدرانه الفجر الأول تجد سبابتهم وإبهامهم قد ملا الكتابة على صفحات الألم الذي يسكن أرواحهم ربما مِن مَن سكنو الأجداث أو مِن مَن أقامو في قلوبهم ورحلو وتركو في غرفات الفؤاد أمتعتهم متسمرة مجمدة ولا أحد يجرؤ على إقتلاعهم فيباغتهم الوجع فيصبح كعادة شرب الدواء من مرض مزمن مر هو ولكن يابى الحنين إلا إجتراعه غصة...شرقة.... ولكنه محتم
حين حدوث الفجر الثاني يضاجعون حوريات البحر كمومس ويقذفون في رحم الصباح سائلهم فتغدو أحلامهم حبلى تجهضها الأيام وتبقي بعض ساعاتهم خدج تراهم في كل واد يهيمون وتجد أفكارهم شتى وتراهم سكارى وماهم بسكارى
وفي نهاية يومهم تتلصص جفونهم على وسن قد غفا فتحاول إغراءه لتلتصق بين أطرافه وتنام كي تستيقظ ضمائرهم من جديد فساعات الزوال إلى آخر العصر تنام معهم فلا ترجمة لها في قواميس دفاترهم مبهمة حد التيه إلا القليلون من يوجه قلمه شطر ورقه البردي كي يثبت بأنه فرعون المفردات فيقوم جزافا يعلق على أضلعه حدائق غناء ويزهرها بشتى ألوان الوجع ولأن الحياة أهدته عصافير الشجن فيحاول سجنها في قفصه الصدري ويعلق المفتاح على رئتيه كي يمر حطابا يوما ما ويتنفسه ومن ثم يقيس المسافة بين الضلع والألم وهو من يقرر أيهما أينع وحان قطافه ثم تعتريه الدهشة ويكتشف بأنهما متلاحمان متحدان فيحمل فأسه حول رقبته المنهكة ويتمتم طلاسم العشاق ويمضي حيث قرص الشمس يلتقي بالأرض ويختفي ومن ثم يبدأ غروب جديد وقلم أبراه الكاتب من جديد ليحظى بقمته وأصابع للتو صحت من جديد لتكتب في عقل كاتب . هبة سعيد قريش
شبكة الوادي الثقافي - الجمعة 4 / 11 / 2011 - 10:56 مساءً
زيارات 943 تعليقات 0