جديد الموقع
بوابة التدوين :         شهيد المحراب.. مسيرة كريمة صمتت حين أعطت         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 3)         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 2)         الغدير في القرآن الكريم من کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني (ح 4)         آيات قرآنية من کتاب الغدير في التراث الإسلامي للسيد الطباطبائي         عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 6) (فكلي واشربي وقري عينا)     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         الخليج العربي ـ دراسة ثقافية حديثة ومعاصرة ـ محمد علي صالح الشرفاء         شخصية المنطقة الشرقية في التاريخ والجغرافيا ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأجتماعية في المنطقة الشرقية ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الثاني ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الأول ـ محمد علي صالح الشرفاء         زيارة عاشوراء تحفة من السماء    

نحن ووصايا الإمام الرضا (ع) ـ بقلم: سلمان عبد الأعلى

نحن ووصايا الإمام الرضا (ع)
بقلم: سلمان عبد الأعلى

مما لا شك فيه أن حياة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) حياة حافلة بالعطاء والثراء في أكثر من جانب ومجال، فشخصيته (ع) تتميز بعدة خصائص ومميزات في أكثر من جانب وجانب، ولا يمكن فصل أي جانب عن الجانب الآخر، فنحن مثلاً لو أردنا أن نتناول الجانب الفكري في حياته (ع)، فإننا لا يمكننا أن نتناوله دون المرور بالجانب السلوكي والأخلاقي في شخصيته، فسلوكه خير شاهد على سموه الفكري، لأن فكره مترجم إلى سلوك يمارسه في الواقع، والأمر ذاته ينطبق فيما لو أردنا أن نتناوله (ع) من جانب دوره السياسي أو الاجتماعي، فإننا لا محالة سنشير لدوره العلمي والفكري، وهكذا مع بقية الجوانب والأبعاد الأخرى في شخصيته (ع)، إذ لا يمكننا الفصل التام بينها، لأنها مترابطة مع بعضها البعض.
ولهذا، فإننا سوف نحار لو أردنا أن نشير في حديثنا لأهم جانب من جوانب حياته (ع)، فأيها سنقدم؟ وأيها سنؤخر؟ فحياته وشخصيته متعددة الأبعاد، وكل هذه الأبعاد مهمة ولا يمكننا تجاهلها أو التقليل من أهميتها.
لذلك كله، آثرنا الحديث حول بعض وصاياه (ع) تاركين الحديث عن حياته وشخصيته إلى وقت آخر، فوصاياه (ع) هذه، فيها ما فيها من سمات تدلل على السمو والعظمة في شخصيته (ع)، والتي يمكننا أن نستفيد منها ونتخذها منهجاً لتغير واقعنا للأفضل.
وصايا الإمام الرضا (ع) لمواليه:
روي أن الإمام الرضا (ع) أنه أوصى عبد العظيم بن عبد الله الحسني بقوله: ((يَا عَبْدَ الْعَظِيمِ أَبْلِغْ عَنِّي أَوْلِيَائِيَ [السَّلَامَ] وَقُلْ لَهُمْ لَا يَجْعَلُوا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ سَبِيلًا وَ مُرْهُمْ: بِالصِّدْقِ فِي الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَمُرْهُمْ بِالسُّكُوتِ وَتَرْكِ الْجِدَالِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِمْ، وَإِقْبَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ وَالْمُزَاوَرَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ قُرْبَةٌ إِلَيَّ وَلا يَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَمْزِيقِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَأَسْخَطَ وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِي دَعَوْتُ اللَّهَ لِيُعَذِّبَهُ فِي الدُّنْيَا أَشَدَّ الْعَذَابِ وَكَانَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَعَرِّفْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِمُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ (إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ بِهِ أَوْ آذَى وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِي) أَوْ أَضْمَرَ لَهُ سُوءاً فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْهُ وَ إِلَّا نُزِعَ رُوحُ الْإِيمَانِ عَنْ قَلْبِهِ وَ خَرَجَ عَنْ وَلَايَتِي وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ نُصِيبٌ فِي وَلَايَتِنَا وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ)).

قراءة لوصايا الإمام الرضا (ع):

•     الوصية الأولى: (لَا يَجْعَلُوا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ سَبِيلًا):
إن كل أمر يبعدنا عن الله سبحانه وتعالى في واقعه وحقيقته وليس في ظاهره هو من الشيطان، وأقول هنا في حقيقته وواقعه، لأن الكثير من الأمور تبدو أحياناً بخلاف واقعها، فالبعض يظهر من تصرفاته ما ظاهره الطاعة، ولكنها في حقيقتها خلاف ذلك، وهو نفسه يعلم بحقيقة عمله، قال تعالى: (بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)).

•     الوصية الثانية: (بِالصِّدْقِ فِي الْحَدِيثِ):
إن علينا أن نلتزم بالصدق في الحديث، والصدق لا يعني فقط أن يتحدث الشخص عن نفسه بالصدق، وإنما يجب أن يكون صادقاً فيما ينقله عن غيره أيضاً، سواءً كان هذا الغير صديق أو عدو.

•     الوصية الثالثة: (وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ):
والأمانة هي خلاف الخيانة، ولهذا نقول: بأن الأمانة ليست مقتصرة فقط على الأمور العينية كالأموال والأشياء المحسوسة، وإنما تشمل أيضاً الأمانة في المواقف السياسية والاجتماعية والعلمية وغيرها، لأن كل من لا يلتزم بالأمانة في هذه المجالات يسمى خائناً.

•     الوصية الرابعة: (وَمُرْهُمْ بِالسُّكُوتِ وَتَرْكِ الْجِدَالِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِمْ):
وهنا نتساءل: ماذا قصد الإمام الرضا (ع) بهذه النقطة؟ خصوصاً ونحن نعرف أنه (ع) كان من أكثر الناس حواراً مع الآخرين، فقد اشتهرت عنه الكثير من الحوارات والمناظرات مع أصحاب الأديان كاليهود والنصارى والصابئة، وتحاور كذلك مع الملحدين والزنادقة، وتحاور مع المشبهة والمجبرة والمفوضة وغيرهم، فهل نحن مأمورون بترك الحوار مع هؤلاء في القضايا التي يثيرونها أم لا؟! أنا أتساءل، لأنني أعتقد بأن الإمام (ع) لا يأمر بشيء إلا وهو ملتزم به. ولهذا قد يكون مراده (ع) بترك الجدال هو الجدال فيما لا يرتبط ولا يؤثر على الأصول العقدية أو الواجبات الشرعية، فمثلاً الجدال في بعض الجزئيات غير الضرورية أو غير الأساسية، والتي لا يضر الاعتقاد أو عدم الاعتقاد بها بالإيمان، كالنقاشات الدائرة حول: هل دم الإمام طاهر أم نجس؟ وما شابهها مما لا يزيد في الإيمان ولا ينقص منه، ومع ذلك تسبب الكثير من المشاكل بين المختلفين حولها.

•     الوصية الخامسة: (وَإِقْبَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ وَالْمُزَاوَرَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ قُرْبَةٌ إِلَيَّ):
أنا أفهم من هذه الوصية من الإمام (ع) أن علينا أن يزور ويلتقي بعضنا ببعض، وليس المقصود طبعاً أن تلتقي الأجساد مع بعضها البعض فقط، ولكن أن تلتقي الأرواح والنفوس بأن نزيل كل ما يساهم في التباعد النفسي، أي أن يقبل بعضنا على بعض كما يعبر الإمام (ع).

•     الوصية السادسة: (وَلا يَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَمْزِيقِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً):
وهذه الوصية مهمة جداً لنا في الوقت الراهن، لأن واقعنا يكشف عن مقدار ما نساهم في تمزيق بعضناً بعضا، فنحن متفننون جدا باختراع الفتن، في الكثير من القضايا، وبالخصوص في بعض القضايا الدينية، فالبعض منا يحارب البعض الآخر بسبب الاختلاف في بعض الرؤى الدينية أو نتيجة للاختلاف حول بعض المرجعيات الدينية، فنرى البعض يكفر البعض الآخر أو ويضلل البعض الآخر أو يشكك في نوايا وإيمان البعض الآخر وغيرها من الأمور التي تسهم في إسقاط بعض الشخصيات وتمزيق الوحدة بين أفراد المجتمع.

بعد هذه الوصية يقول الإمام كما ورد عنه: ((فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَأَسْخَطَ وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِي دَعَوْتُ اللَّهَ لِيُعَذِّبَهُ فِي الدُّنْيَا أَشَدَّ الْعَذَابِ وَكَانَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَعَرِّفْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِمُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ (إِلَّا مَنْ أَشْرَكَ بِهِ أَوْ آذَى وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِي) أَوْ أَضْمَرَ لَهُ سُوءاً فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْهُ وَ إِلَّا نُزِعَ رُوحُ الْإِيمَانِ عَنْ قَلْبِهِ وَ خَرَجَ عَنْ وَلَايَتِي وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ نُصِيبٌ فِي وَلَايَتِنَا وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ)).
وفي هذه الفقرة نجد اللهجة الشديدة من قبل الإمام (ع)، ولهذا ينبغي الحذر كل الحذر من الوقوع في ذلك، ونحن في واقعنا غير بعيدين عنه، فالبعض منا كثيراً ما يسقط أو يسعى لإسقاط بعض الرموز والشخصيات الدينية وغير الدينية بمبررات واقعية، وأخرى غير واقعية، فقد يكون ذلك لتحقيق مكاسب ومصالح ذاتية غير شرعية أو قد يكون ذلك بحسن نية وبراءة كالاعتقاد بأن هؤلاء منحرفين، ولا بد من محاربتهم وإسقاطهم من أعين الناس لكيلا ينتشر ضلالهم وانحرافهم، ولكن مع ذلك ينبغي الحذر وعدم الاستعجال في إصدار الأحكام، فربما تكون أحكامنا غير صحيحة، فالخطأ والاشتباه في التقييم أمر وارد، خصوصاً إذا علمنا بأن بعض الشخصيات الدينية كانت في زمانها محاربة، لأنها منحرفة وضالة، بل ومارقة من الدين، ولكنها في زماننا تحظى بكل احترام وتقدير.
لذا ينبغي التروي والتأكد بأنفسنا قبل أن نصدر أحكاماً على الآخرين، ولا نعتمد في ذلك على أناس آخرين، لأن الأمر خطير جداً، فالإمام (ع) يدعو على من أسخط ولياً من أولياءه بأشد العذاب، ولا أعتقد بأننا بحاجة لشرح هذه الفقرة، فيكفينا أن نعرف بأن الإمام المعصوم (ع) صاحب المنزلة الرفيعة عند الله، وصاحب الدعاء المستجاب هو من يدعو على من يقع في ذلك.
شبكة الوادي الثقافي - الخميس 12 / 01 / 2012 - 12:21 مساءً     زيارات 925     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك




تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,285
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 45
المجموع 5,050