جديد الموقع
بوابة التدوين :         شهيد المحراب.. مسيرة كريمة صمتت حين أعطت         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 3)         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 2)         الغدير في القرآن الكريم من کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني (ح 4)         آيات قرآنية من کتاب الغدير في التراث الإسلامي للسيد الطباطبائي         عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 6) (فكلي واشربي وقري عينا)     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         الخليج العربي ـ دراسة ثقافية حديثة ومعاصرة ـ محمد علي صالح الشرفاء         شخصية المنطقة الشرقية في التاريخ والجغرافيا ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأجتماعية في المنطقة الشرقية ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الثاني ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الأول ـ محمد علي صالح الشرفاء         زيارة عاشوراء تحفة من السماء    

في ذكرى البطل اﻻستثنائي ـ ناصر الحسين

عما قريب تمر علينا ذكرى ولادة الإمام الحسين عليه السلام، وهي مناسبة مهمة عظيمة ينبغي لنا أن نتأمل فيها كثيراً. هذه الولادة المباركة لها شأن متميز عن سائر الولادات المباركة، لأنها تختص بسيد الشهداء، سفينة النجاة الأوسع والأسرع. هي ذكرى لمعرفة الدور الذي يجب أن نقوم به لتحقيق نصر ينتمي إلى حركة الإمام الحسين الإصلاحية. وهي موعد لتسليط الإضاءة على أسرار النجاح الذي حققه هذا النموذج الرائع،  ومعرفة القيم التي ضحى من اجلها وقدم في سبيلها دمه. وفوق كل هذا; هي مناسبة لنعاهده عليه السلام بأن نقدم أنفسنا من أجل الأهداف السامقة التي رسمها لنا.
   التحليق في سماء هذه الذكرى، ومحاولة الوقوف على أسرار هذه الشخصية، والإصغاء إلى دروس التضحية والمقاومة هي من أهم واجبات الإحياء لهذه الذكرى. فأن تمر الذكرى دون أن نضيف شيئاً إلى رصيدنا فهذا قد يعود إلى أحد سببين أو كلاهما معاً:
1. أننا لسنا مؤهلين لحضور هذه الدروس الاستثنائية لشخصية استثنائية.
2. أننا لا نريد أن نطبق التوجيهات والتوصيات المقدمة، لأنها تكلفنا ما لا نطيق.
   أما إذا كنا نمتلك الأهلية لقراءة هذه الذكرى والاستفادة منها وشحن رصيدنا الرسالي، فلعمري إن هذا من التوفيقات الربانية.
   هناك الكثير من الدروس التي نستفيدها من هذه المناسبة، ولكن أود أن التأكيد على بعضها اختصاراً:
1) الوثوق بحتمية انتصار المقاومة. هذه الثقة تتولد من الإخلاص بعدالة الله سبحانه وتعالى وصدق وعده لرجاله المؤمنين الذين لا يرضون الباطل. ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ))
2) المبادرة والإقدام حجر الزاوية في بناء النهضة. فالرغبة في الإصلاح، والتطلع إلى التغيير، لا يكفيان دون مبادرة. نعم؛ قد ندفع ثمناً لهذه المبادرة لكن الأكيد هو أن شيئاً لن يتغير نحو الأفضل ما لم نتحرك. ((أمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )). وإذا كانت بعض المطامح الصغيرة في هذه الحياة تتطلب مبادرة فإن الأهداف الكبيرة من قبيل الحرية والكرامة تتطلب إقداما دون شك. إن الله سبحانه وتعالى يبارك الخطوات التي يقدم عليها المجتمع المؤمن خالصة له عز وجل, ويعد بالتوفيق والهداية ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)).
3) الاستجابة لحركة الأحداث والتفاعل معها. إنها سمة المجتمعات الحية. ومما يؤسف له أن نسمع دائماً أن مجتمعنا يفتقد للحيوية والتفاعل مع الأحداث. وهي – مع وجود أفراداً ومجموعات تمتلك روحاً تفاعلية متقدمة- إلا أن السمة العامة لمجتمعنا وبكل أسف تصطبغ بالركود والدعة والركون إلى الإنغلاق وعدم التفاعل مع ما يحيط بها من أحداث، بل أحيانا انعدام رد الفعل حتى بالنسبة للأحداث التي يتعرض لها مباشرة. هذ الصفة تحتاج إلى استبدال بصفة أخرى هي التفاعل مع المحيط واتخاذ ردود فعل مناسبة لكل حدث.
4) الحرية قيمة أصيلة لا يمكن التفريط بها. إنها الفطرة التي فطر الناس عليها، فالله سبحانه وتعالى لا يرضى الذل لعباده المؤمنين وقد خلقهم أعزة. إن العبودية لله عز وجل تستلزم التخلص من أي عبودية أخرى لغيره، سواء كانت هذه العبودية للأفراد أو الأنظمة أو الأفكار أو غير ذلك. لقد قام الحكم الأموي على قاعدة "لأتأمر عليكم" وهي عين الاستعباد للناس، وهي محاولة من آل أمية للعودة بالناس إلى العبودية، واسترقاق الآخرين بعد أن حررهم الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله..إنه الحنين الأموي للجاهلية، فيما جاءت الثورة الحسينية من أجل تغيير هذا الواقع الفاسد والتأكيد على مبدأ حرية الإنسان.
5) المظلومية البداية لا النهاية. يجب أن يكون الشعور بالظلم والقهر منطلقاً للعمل من أجل الانتصار، لا مناسبة للتقهقر والبكاء على الماضي أو الحاضر. البكاء في منهج الإمام الحسين هو حالة رفض لا تعبير عن المظلومية أو القهر. واسترجاع الذكريات الأليمة إن لم يكن من أجل دفع الظلم ومواجهة القهر فإن هذه الذكريات والبكائيات ليس لها قيمة، بل هي في الواقع تكريس للواقع المر وقبول غير مباشر به. إن المجتمعات المتقدمة على مر التاريخ هي التي صاغت مظلوميتها في برنامج تغييري أوصلها إلى القمة. ومن الكلمات الحاضرة دوماً في هذا الصدد المقولة الشهيرة للمهاتما غاندي " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر".
6) أهمية الإعلام في تحقيق الانتصارات، والمحافظة على مكاسب النصر. فهذا الألق العظيم للثورة الحسينية هو نتيجة للإعلان المبكر للنهوض ومقاومة الاستعباد الذي أعلن عنه الإمام الحسين عليه السلام منذ الأيام الأولى وقبل التحرك نحو المواجهة في كربلاء. كما أن عقيلة الطالبيين سلام الله عليها واصلت المهمة في كشف الزيف الأموي وإعلاء راية النصر الحسيني في أكثر من مكان وزمان.
   الإحياء الذي ينسجم مع الأهداف الحسينية هو الإحياء العملي ويكون عبر ممارسة كل منا دوره تجاه التحديات التي نمر بها في مختلف الدوائر الضيقة والواسعة، الداخلية والخارجية، المذهبية والإنسانية. نحن مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن نحول ذكرى ولادة الإمام الحسين عليه السلام إلى خطط وبرامج تقود إلى ممارسات عملية تنهض بواقعنا وتحيل ظلام القهر والاستعباد إلى نور حسيني يشع كرامة وعدلاً .
شبكة الوادي الثقافي - ناصر الحسين ـ كاتب واعلامي ـ سيهات - الأحد 9 / 06 / 2013 - 10:00 صباحاً     زيارات 6335     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك




تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,285
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 45
المجموع 5,050