

افتتح الأستاذ محمد المصلي معرض " انعكاس روحين " للفنانتين سلمى آل حيان ، وأم كلثوم العلوي في صالة نادي الفنون بمركز التنمية الاجتماعية بالقطيف حيث حضر مراسيم الافتتاح نخبة من الفنانين وشخصيات أدبية يتقدمهم الناقد والشاعر السوري يوسف شغري حيث قال : إن الفنانتين مجتهدتان وتحاولان أن تقدما طريقتهما ، وأسلوبهما ، أحببت كثيراً جرأة الفنانة أم كلثوم العلوي بوضع ألوانٍ قويةٍ في اللوحات ، والشيء الذي لم أحبذه هو أن الصور ملألأةٌ كثيراً ، وهذا الفن لا يُحبذ ينبغي أن ترسم عن أشكالٍ واقعيةٍ ، إنها تستطيع أن تفهم الشكل ومن خلاله ترسم بدلاً من الصور ، استخدام اللون بشكلٍ قوي هذا شيءٌ مبشرٌ بالنسبة للفنانة أم كلثوم ، أما الفنانة سلمى آل حيان فإنه يوجد كلاماً كثيراً في لوحاتها وهذا الشيء مهم و جميل ، وفي نفس الوقت فيه أشياء مثلاً : الروح الزخرفية وكلما زاد الزخرف في العمل فإنه يؤثر في القوة التصويرية ينبغي أن يكون أقل مما في اللوحة كما إنني وجدت بعض اللوحات بلونٍ واحدٍ وهو الأزرق في حين أنه من المفترض استخدام ألوانٍ أخرى تحيي الأماكن البارزة في اللوحة ، وتضفي عليها لمعاناً ، حتى يكون واقعياً ، وأضاف الناقد ، فإن عدم وجود أكاديمية فنون يدرسون من خلالها أصول الفن - ربما يكون لدى الفنان أفكارٌ خاطئةٌ وهو لا يعلم - مما يجعل بعض الأعمال تقع في الخطأ وذلك لعدم المعرفة الكافية حيث أن الفنانين ، والفنانات في الأغلب يمارسون التعلم الذاتي الذي من خلاله يصقلون موهبتهم ، ووجه الناقد سؤالاً مفاده : لماذا لا يوجد أكاديمية فنون ؟ ! ، وقال الفنان التشكيلي الأستاذ محمد المصلي : بالتأكيد إن معرض انعكاس روحين أضفى جواً في بداية انطلاقة هذا الموسم لجماعة فناني القطيف بدأ بمعرضٍ رائعٍ ، معرضٌ يستحق النظر في تجاربه ، فإن الفنانة سلمى آل حيان ، والفنانة أم كلثوم العلوي ، أضفتا على الحركة التشكيلية في القطيف لمسات فنية كلٌتاهما بأسلوبها ، وشخصيتها التي طرحت في هذه التجربة ، والرؤية التشكيلية البصرية لمجموعة مهارات رأينا فيها أساليباً مختلفة من التجريدية ، والكلاسيكية ، و أنواعٍ من الخامات ، والمعاجين ، والكولاج وبعض المجسمات ، فأرجو أن تكون هذه الانطلاقة بدايةٌ لمعارضٍ ، وتجاربٍ متواصلةٍ في المواسم القادمة ، وقال الفنان الأستاذ حسين حبيل رئيس نادي الفنون : المعرض انطلاقةٌ جميلةٌ ، وبدايةٌ رائعةٌ للفنانتين سلمى آل حيان ، وأم كلثرم العلوي ،حيث أن فيه تنوعٌ جميلٌ يحوي تجربتين مختلفتين كل فنانةٍ لها طابعها الخاص ، وعن سؤاله عن بداية تأسيس نادي الفنون ، أجاب : تأسس نادي الفنون قبل ثمانية عشر عاماً ، وعن سؤاله عن غياب أكاديمية فنون ، وهل غيابها يشكل عائقاً في مسيرة الفنان الإبداعية ، أجاب : طبعاً ، إن عدم وجود أكاديمية فنون تحتضن الفنانين ، والفنانات تؤثر تأثيراً كبيراً في مسيرته الإبداعية ، ومهما يكن التعلم الذاتي حاضراً فإن خطواته بطيئة ، والأكاديمية تختصر السنوات بالنسبة للفنان ، أو الفنانة ، إنها تمثل قفزةٌ نوعيةٌ لكليهما ، وعن سؤاله في وجود زاويةٍ بنادي الفنون تختص بالجانب النقدي للأعمال لما له من تأثيرٍ إيجابي عبر تقويم الحالة الإبداعية ، أجاب : بالنسبة للنقد فأنا شخصياً لم أرى شخصاً مؤهلاً ، أو ملماً بأساسيات النقد ، وأكثر النقاد يمارسون النقد من زاوية الهوى النقدي ، أو ما يسمى بالشخصنة النقدية ، وعن سؤاله في أن أغلب الفنون الأدبية تعاني من الشللية وهل لها في الفن التشكيلي حضوراً ، أم لا ، أجاب : بالنسبة للفن التشكيلي فلا أرى للشللية حضوراً ، وإنما قد يكون هناك شخصٌ ما يخرج بطابعٍ ما يعممه على الجميع وكما يقال : الشر يعم ، والخير يخص ، وعن سؤاله هل نادي الفنون يفعل عنصر التحفيز للمبدعين ، والمبدعات ، أجاب : نعم ، ففي العام الماضي أقمنا حفلي تكريم في بداية السنة ومنتصفها ، وقال الفنان زمان محمد جاسم حقيقةً معرض انعكاس روحين للفنانة سلمى آل حيان ، والفنانة أم كلثوم العلوي تمنيت كمقدمةٍ في البداية أن تكون هذه التجربة في هذه المرحلة معرضين مختلفين فكل فنانةٍ لها اشتغالها الخاصة برغم صداقتهما ، وتقاربهما مع بعض إلا أنهما مختلفتان ، نبدأ بالفنانة أم كلثوم العلوي ، لديها اشتغالات واقعيةٌ بشكلٍ دقيقٍ ومعبر ، ولديها معالجات خاصةٌ بالبنسل ، واستخدام الباستيل ، ثم دخلت في تجاربٍ حديثةٍ وفقت كثيراً في استخدامها في العمل الفني بالإضافة إلى تجربتها في الشخوص كما أنها وفقت كثيراً في الهوية الشخصية ، وأنا أتمنى أن تستمر هذه التجربة ، لأن فيها أصالةٌ وفيها نوعٌ من الجاذبية ، والحداثة ، الفنانة سلمى آل حيان ، فنانةٌ حالمةٌ تعبر بكل طاقتها الداخلية عبر أعمالها ، واللون عندها حساسٌ جداً وفيه طاقةٌ إيجابيةٌ مفعمةٌ بالحياة ، إضافةٌ إلى أن قولي حالمةٌ ، لأن شخصية المرأة من طبيعتها أنها حالمة ، وكأن آل حيان تعبر عن ذاتها بعمق العمل لذلك مهما خرجت الأساليب مختلفة من تجريد ، أو إضافة كولوجات ، أو غير ذلك فإن الموضوع واحد ، إنني أبارك لهما هذه التجربة ، وتمنيت حقيقةً أن كل فنانةٍ انفردت بمعرضٍ ، لأنهما تستحقان أن نقف أمام كل تجربةٍ لكلتيهما ، ونتكلم عنها .
حرره / جمال الناصر
تصوير الفنان / السيد أيمن أبو الرحي
تصوير / جمال الناصر