جديد الموقع
بوابة التدوين :         شهيد المحراب.. مسيرة كريمة صمتت حين أعطت         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 3)         آيات قرآنية من كتاب الحسين في طريقه إلى الشهادة للخطيب الهاشمي (ح 2)         الغدير في القرآن الكريم من کتاب الغدير في الكتاب والسنّة والأدب للعلامة الأميني (ح 4)         آيات قرآنية من کتاب الغدير في التراث الإسلامي للسيد الطباطبائي         عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 6) (فكلي واشربي وقري عينا)     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         الخليج العربي ـ دراسة ثقافية حديثة ومعاصرة ـ محمد علي صالح الشرفاء         شخصية المنطقة الشرقية في التاريخ والجغرافيا ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأجتماعية في المنطقة الشرقية ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الثاني ـ محمد علي صالح الشرفاء         الحياة الأقتصادية في المنطقة الشرقية ـ الجزء الأول ـ محمد علي صالح الشرفاء         زيارة عاشوراء تحفة من السماء    

نحو " أحسن عملا "

حثت آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي وروايات أهل البيت عليهم السلام على العمل في كثير من النصوص. في القرآن الكريم أكثر من 300 آية ورد فيها لفظ "عمل"، وهي بذلك قد تحمل دلالة عامة على أهمية هذا الموضوع. كما تزخر كتب الحديث بالتوجيهات والروايات التي تتحدث عن أهمية العمل وتأثيراته على حياة الفرد والمجتمع والأمة.

إذا ما وجهنا سؤالاً إلى مجموعة من الناس عن الغاية من الخلق فإننا قد نواجه إجابات متعددة، فالبعض سيقول من أجل المعرفة، انطلاقا من الحديث القدسي :"كُنتُ كنزاً مَخفيّاً فأردتُ أن أُعْرَف. فخلقتُ الخلقَ ليعرفوني. فمَن عَرفني عَبدني و أطاعَني ومَن جِهلني كَفَرَ بي و عَصاني". آخرون سيجيبون بأن الخلق هو للعبادة اعتماداً على الآية الكريمة: "وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون"، وقد نجد إجابات أخرى مثل: إن الله خلقنا ليرحمنا، قال تعالى "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ".

بكل تأكيد؛ ليس هناك أي تناقض بين هذه الأهداف، فهناك غايات متعددة لكنها ليست متناقضة بل تتكامل وتسند الواحدة الأخرى، فالعبادة والمعرفة والرحمة ليست مفردات متناقضة ابداً. وضمن هذا السياق يمكن قراءة قوله تعالى " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور".

هذه الآية الأخيرة وغيرها من الآيات إضافة، إلى الروايات تؤكد على أن العمل المطلوب ليس أي عمل، وإنما هناك اشتراطات أو مواصفات ليكون العمل مقبولاً، أو ليكون مؤثراً، والتعبير الذي ورد في الآية السابقة هو "أحسن عملاً"، ونحن نستخدم مصطلح الجودة في العمل كتعبير بديل لكنه ليس دقيقاً، فتعبير "أحسن" لا يعني الجودة فحسب.

يحثنا الدين على العمل لأسباب:

1) العمل هو مصداق ظاهري لطاعة الله سبحانه وتعالى الذي لم يخلقنا لننام أو لنأكل وإنما لنكون خلفاء له في الأرض وأن نعمر الأرض كما أراد عز وجل.

2) كما أن العمل هو مظهر من مظاهر الشكر، وقد حثنا سبحانه وتعالى على الشكر العملي من خلال العمل على تحقيق شريعة الله ومنهجه في الأرض.

3) العمل حياة، فالفرد أو المجتمع الخامل الذي لا ينتج شيئاً أو لا يمارس نشاطاً هو ميت بالفعل.

4) العمل مصدر للثواب، وقد وردت آيات كثيرة وروايات تتحدث عن هذا بوضوح.

ويكتسب العمل أهميته من ارتباطه بالقيم والمثل العليا، وليس هناك ما هو أغلى وأثمن وأسمى من الدين الذي به يصلح حالنا، وهو أكبر النعم التي من الله بها علينا. لذا فإن العمل في سبيل الله هو أفضل العمل، لأنه مرتبط بقيمة الدين.
الحديث عن العمل الإنساني هو أيضاً من صميم العمل الديني وليس شيئاً مختلفاً، لذا فإن العمل الإنساني، والاهتمام بالإنسان باعتباره إنساناً أيضاً يكتسب قيمة إضافية من التوجيه الديني الذي يدعونا للاهتمام بهذا الجانب، فحينما نمد يد المساعدة لأخينا الإنسان بغض النظر عن ديانته فإننا نمارس بذلك توجيها إلهيا أيضاً.
ومن الأمور المهمة في هذا الصدد هو قصد القربة.. فكثير من الناس تغيب عن ذهنه قضية النية، رغم أهميتها. النية تساهم بشكل كبير في تحقيق "العمل الحسن" لأنها بوصلة توجهنا لله سبحانه تعالى وللقيم العليا التي يريد منا أن نتجه لها.
لذا فإن العمل في سبيل الله وبقصد التقرب إليه، بالإضافة إلى تأثيره على انضباطنا وسلامة نهجنا، فإنه أيضاً يكسبنا ثواباً وراحة نفسية.
وللعمل الرباني مواصفات ينبغي تحقيقها ومن بينها:

1-إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، والابتعاد عن الرياء.

2-الإتقان، لنحظى بمحبة الله والقرب منه. يقول الرسول الأعظم (ص): "إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه".

3-العمل الجماعي، فكلما كان العمل جماعياً كان أفضل، فهو يجمع العقول والجهود كما إنه يتصف بالديمومة والاستمرارية بعكس العمل الفردي.

خلاصة القول: إن المجتمعات النهضوية لا تمارس العمل كيفما كان، وإنما تخطط وتسعى لتصل إلى الأهداف بطريقة علمية منظمة، وتختصر الكثير من الزمن الذي يضيع في فوضى عدم التخطيط، ومن الضروري قبل مرحلة التخطيط معرفة الأبعاد والأهداف، إذ لا يبتني عمل صالح دون معرفة اهدافه والقيم المرتبطة به.
شبكة الوادي الثقافي - ناصر الحسين - الأحد 9 / 02 / 2014 - 04:41 مساءً     زيارات 592     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك




تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,285
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 45
المجموع 5,050