قدري أتى بي.. كتبت/ هبة سعيد قريش

قدري أتى بي.. كتبت/ هبة سعيد قريش
أقعدني بمحاذاة شاطئ الحنين
وضعت رأسي بين ركبتي
وحده الخوف معي
ووحدي بثوبي الأسود المٌسدل
غزلته لي أيدي الألم من سنين
طرزته لي شجنا براقا كما النجوم
يسافر بي نحو الحزن كل حين
ذيله طويل وعويل ملمسه مخمل
لامس الموج أنيني
ناعم كالندى لا بل كالحرير
تراقص على جزئي
أعتلى على كلي فغدا مبلل
ارتعشت وتجمدت وجعا
خذلني ثوبي لم يكن دافئا
انتفضت أيامي شوقا مدقعا
فرجعت بذاكرتي الى ذاك المحل
كنت كما غصن أخضر لم ينتزع
كانت أرضيَ أمي
وسقياي أبي
وشمسي مدرستي ومعلمي المبجل
كان مقعدي خشب دامي
وكتابي فقر بين دفتي علقم
وقلمي يخط الى السعادة سلامي
وحقيبتي ملئى بدمعي المنزل
كان شعري يغطي جبين فؤادي
ويهمس الى عنق لبي
ويدغدغ أذن الروح فيني
فيضاهي بحلكته زمني المكحل
وأثوابي خاطتها ساعاتي
تعددت أصباغها الزاهيه
هي أسود وأسود وآخر أسود
وفي خزانة دقائقي أيضا أسودا مهمل
كنت أركض مع الريح
أمسك خمسه بخمسي ونطير
ونتسلق جبال الأسى
وأتجاذبه بسارح جفني المكبل
احتدم العشق بجوفي
ودجى دجو اطباقه حتى تلفظت
أنا طفله ارحم عروقي
كان جوابه عاتيا أنا أحرم أنا أحلل
قطع أجنحتي وأنا قد غشتني سكرته
فكبرت بلا أجنحه
وتعريت أنا هي بلا أقنعه
وقطعت مسافات العمر بالجمر مكلل
أحرقتني لهيب خطواتي
فهزيت عقلي المسكين
ووجدت أمامي بالصدفة تابوتي
خاطبته نقش! ألوان! آه يا جماد مدلل
شديته بحبل متاعبي
عبرت به عباب العناء
حتى مال غصني كعباد الشمس
فمعبودي هو الشقاء من خاطري منسل
وصلت به هنا حتى النهايه
عادت ذاكرتي هنا حيث انتهيت
بحر عميق دامس حندس
قدري من أتى بي هو عني لا ينفك ولا ينحل
هبه سعيد قريش
شبكة الوادي الثقافي - الخميس 9 / 09 / 2010 - 02:13 مساءً
زيارات 1042 تعليقات 0
شارك المحتوى عبر مواقع التواصل الإجتماعي