أيها السائر الى العراق/ بقلم: هبة سعيد قريش

أيها السائر الى العراق
ألا يا سائرين لكربلاء تمهلو
فلي حاجة خذوها بظهر المحملِ
فلي قلب هناك قد غفا
ولي دمعة خالطت ماء الجدولِ
ولي مقلتين سكنت أضرح
وسناها زحفا أتت نحو البطلِ
ولي حسرة لفت حول عنقي
بحبل أمتد من نحر ذاك المقتلِ
ولي شوق آه لو علمتو كم هو
أضمى روحي وروى هناك المنهلِ
فما بقى في جسدي سوى ذاكرة
أتقوى بها فلا أنسى ذكراهمُ
وبقت أضلعي تضم لهم ولها
أتقلب به كي ألما كما كواهمٌ
وبقت علة بأحشائي لا طبيب لها
فهم الطبيب الذي أرتجي دواهمٌ
وبقت أشلائي على قامتي
مآتةً تخيف طيور الحزن وتهيبهمٌ
وبقى ولع أشتدت حيازيمه
نحوي فلا مبدد للآهات سواهمُ
فخذوا جسدي مقطع بباريةً
العشق وفرقوه بتلك الأبوابا
وضعوا صوتي بمنابر الزمنِ
ودعوه يسأل عل يأتيه جوابا
ودعواالقول عني ينعى قبورا
علتهم ألوان الأسى فاقت الأثوابا
بنجف اليعسوب والكاظم جوادين
وعسكريين هدمت لهم أقبابا
وبكرب صاحب الكرب الغريب
وأمامه الكافل فتفكرو ياذووالألبابا
وحين تودعو أملو وداعيا
على نهر ذاق لذة الخطواتِ
وأسروه بنجوى من خاطري
لصاحبها روحي له شتاتِ
واستعطفوا كفيه ذات الجود
إذا ملأ الخافقين تسلرع الدقاتِ
وقدموها له نبضة بعد نبضة
ولامسوها ماء أجتمع من قطراتِ
هي أدمعي من مقلتي تسابقت
مع المودعين جسدي هنا وهناك الأدواتِ
وهناك كلي متناثر على النوى
وهنا بأعيني صبا ماء الفراتِ
فلا تلمني يازائر مثلك أنا
مشتاق للغيث من مصب الودادَ
ها أنت شربت وما تذكر سوى
بلل أصاب عروقا وما عبرالأقدادَ
فكيف بي وفؤادي علاه صبخ
على جرح فقيحَ وأعلن شريانه الحدادَ
فمات عقلي من شوقه ولي قسم
أن لا يطأ رأسي سوى السوادَ
فعشق عباس كبل بالقيود فرحي
وأطلق الترح وأنشقت له أورادَ
فيا ساقي هلا لممتهم وصيرتهم
وِردا إلى أرضكم فأركز الأوتادَ
كتبته هبة سعيد قريش
شبكة الوادي الثقافي - الإثنين 8 / 11 / 2010 - 09:51 مساءً
زيارات 978 تعليقات 0
شارك المحتوى عبر مواقع التواصل الإجتماعي