
انتقد الشيخ فيصل العوامي حالة العنف والتشدّد المتفشية في أوساط بعض التيارات الإسلامية، معتبراً أنها على النقيض مما جاء به رسول الله من الرحمة واللين.
ودعا إلى رفع مستوى الوعي ومحاربة الجهل من جهة، وإيقاف التحريض الديني من جهة أخرى باعتبارهما من الأسباب التي تقف خلف هذا الفكر وهذه الحالة من التشدد والعنف.
واستهل الشيخ العوامي خطبته لهذا الأسبوع بقوله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ، مشيرا إلى أن صفة الرحمة تمثّل العنوان الأبرز الذي خاطب به الله عزّو جلّ عباده في كتابه الحكيم، حتى حينما يكون في سياق الحديث عن العذاب والنار.
وأضاف سماحته بأن الله سبحانه وصف نفسه بالرحيم وأرادنا أن ننظر إليه بهذا المنظار، وجعل الدين الذي أنزله على رسوله أيضاً دين رحمةٍ للعباد، والنبي الذي بلّغ هذا الدين هو نبي الرحمة،، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، والذي تجلّت صفة الرحمة في أصعب مواقف حياته الشريفة حينما ضُرب وجُرح وقُتل أًصحابه في أحد وحينما دخل مكة المكرمة فاتحاً.
وفي مقابل هذه الصورة الجميلة التي ينبغي أن تتجسّد في حياتنا كمسلمين، انتقد سماحته حالة العنف والتشدّد المتفشية في أوساط بعض التيارات الإسلامية، معتبراً أنها على النقيض مما جاء به رسول الله من الرحمة واللين.
واعتبر الشيخ العوامي أن من الأسباب التي تقف خلف هذه الظاهرة هو تفشي حالة الجهل بالدين وقيمه ومبادئه، وازدياد حالة التحريض الديني والمذهبي بشكلٍ خطير.
وتابع بأن ما وصل إليه التيار السلفي من تشدّدٍ وعنفٍ كبير - إلى مستوى أنهم يبشرون المناطق التي يسيطرون عليها بالذبح والقتل بدلاً من التبشير بالرحمة واللين - يمكن أن يسري إلى الأخرين أيضاً خاصةً إذا تجاهلنا تلك الأسباب، فالتشدّد يبدأ بسيطًاً لفظياً محدوداً ثم يتطوّر مع الزمن إلى أن يصل إلى مستوى أكبر من الاعتداء والقتل كما هو عند «داعش» ومثيلاتها من التيارات التي تدّعي الإسلام.
ودعا الشيخ العوامي إلى رفع مستوى الوعي ومحاربة الجهل أولاً، كما دعا إلى إيقاف حالة التحريض الديني والمذهبي ثانياً باعتبارهما من الأسباب التي تقف خلف هذا الفكر وهذه الحالة من التشدد والعنف.