
تحدثت المحاضرة "صفية معتوق العلي" في لجنة الحوراء الإنسية بالملاحة حول الأخلاق من وجهة النظر الإسلامية حيث قسمته لعدة محاور أساسية، مبينة أن الأخلاق تأتي في المرتبة الثانية بعد إقامة فرائض الدين.
وأشارت إلى تعريف الأخلاق من وجهة النظر الإسلامية بأنها ملكات معنوية وعند غير الإسلامية هي قوانين وسلوكيات توصلنا إلى أهدافنا، ذاكرة بأن النظرة الإسلامية تدعو للتحلي بأرقى الصفات، موضحة أثر التغيير على الإنسان، مستعينة بأدلة عقلية وشواهد قرآنية مدرجة للآيات القرآنية التي تشجع على تهذيب النفس.
وأوضحت بعض الأدلة العقلية، قائلة إن الإنسان لوخلق شريرا والله سبحانه سيحاسبه فأين العدالة بكونه جبره على فعله، مضيفة دليلا آخر يتمثل في السبب في إرسال الرسل، و التبشير بالجنة لصاحب الأخلاق السامية وإنذار المسيئ، فإن المسئ يمكنه أن يتغير، فهذه الحكمة من إرسال الرسل، فإنهم يخرجون الإنسان من الظلمات إلى النور.
وأكدت بأن هذه الدعوات القرآنية ليست اعتباطية، وإنما هي تهذيبية للنفس البشرية، مشيرة إلى أننا نجد الكثير من الناس قد تغيروا من الأسوأ إلى الأفضل، مستعينة بقصص واقعية عن أشخاص تغيروا للأفضل.
وأردفت بذكر صفة الأخلاق كونها داخل الانسان، وكل شئ داخل الإنسان يحرك الإنسان، وضربت مثال لذلك بأن الشر ينعكس على تصرفات صاحبه خارجيا والعكس بالنسبة للخير، وكذلك الكرم فإنه خلق معنوي ولكنه يدفع الإنسان للعطاء.
ونوعت "العلي" أساليبها مستخدمة أسلوب طرح الأسئلة، مثل لماذا تعتبر الأخلاق ملكات داخلية، وكيف نستفيد منها، ونفيد مجتمعنا، مستشهدة بمقولة "أن لكل أثر مؤثر"، موضحة أن أغلب الأخلاق إما حرام، أو واجب ونحن كأفراد حياتنا في المجتمع تفرض علينا قوانين وأنظمة أخلاقية مصدرها إما ديني إلهي، أو فردي من المجتمع، وقالت أن النبي محمد "ص" حصر هدف بعثته في الأخلاق "من خلال الآية القرآنية" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
الجدير بالذكر أن "العلي" مدربة في معهد الخطابة بالجارودية وحاصلة على ماجستيرعلوم القرآن، وأستاذة بالحوزة العلمية، أما لجنة الحوراء الإنسية فقد تأسست عام1421 على يد مجموعة من الأخوات المؤمنات الذين خدموا الحسين وأهل بيته "ع"، حيث دعمت من كوادر اللجنة وتقوم بأنشطة فاعلة في المجتمع من حيث إقامة دورات تعليمية، وإنشاء مدرسة السيدة رقية للبنات الصغار، كذلك إقامة ورش عمل ومسرحيات دينية اجتماعية بالإضافة إلى إقامة المجالس الحسينية.