جديد الموقع
بوابة التدوين :         البعثة النبوية.. منشور الرشد الإنساني الذي نقضته الأمة فابتليت         فاطمة الزهراء.. الكوثر الذي لا ينبض         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 103)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 102)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 101)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 100)     بوابة الصور :         احمد خليل الحصار ـ القديح ـ 7 سنوات         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس4         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس20         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس19         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس18         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس17     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         زيارة عاشوراء تحفة من السماء         رياض السالكين (الجزء السابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء السادس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الخامس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الرابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الثالث) ـ السيد علي خان الشيرازي    

صفا و مصفوفة و صافات في القرآن الكريم (ح 2)


تكملة للحلقة السابقة قال الله عز وعلا عن كلمة صف ومشتقاتها "وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ"الصافات 165 الصَّافُّونَ: ال اداة تعريف، صَّافُّونَ اسم، الصافون: المصطفون لعبادة الله من ركوع و سجود و تسبيح، أو هم المقاتلون في سبيل الله المصطفون صفاً، وإنا لنحن الصَّافون: أقدامنا في الصلاة، قالت الملائكة: وما منا أحدٌ إلا له مقام في السماء معلوم، وإنا لنحن الواقفون صفوفًا في عبادة الله وطاعته، وإنا لنحن المنزِّهون الله عن كل ما لا يليق به، و "مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ  وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ" الطور 20 مصفوفة اسم، مَصْفُوفَةٍ: بعضها بجانب بعض، سُرُرٍ مصفوفة: مَوْصولٍ بعضها ببعـض باستواءٍ، كلوا طعامًا هنيئًا، واشربوا شرابًا سائغًا؛ جزاء بما عملتم من أعمال صالحة في الدنيا، وهم متكئون على سرر متقابلة، وزوَّجناهم بنساء بيض واسعات العيون حسانهنَّ، و "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ" الصف 4 صفا اسم، صَفّا: صافّين أنفسهم أو مصفوفين، إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان متراص محكم لا ينفذ منه العدو، و "يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـنُ وَقَالَ صَوَابًا" النبإ 38 والملائكة صفا: حال، أي مصطفين، لهم كل ذلك جزاء ومنَّة من الله وعطاءً كثيرًا كافيًا لهم، ربِّ السموات والأرض وما بينهما، رحمنِ الدنيا والآخرة، لا يملكون أن يسألوه إلا فيما أذن لهم فيه، يوم يقوم جبريل عليه السلام والملائكة مصطفِّين، لا يشفعون إلا لمن أذن له الرحمن في الشفاعة، وقال حقًا وسدادًا، و "وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ" الغاشية 15 مصفوفة صفة، مصفوفة: بعضها بجنب بعض يستند إليها، وجوه المؤمنين يوم القيامة ذات نعمة؛ لسعيها في الدنيا بالطاعات راضية في الآخرة، في جنة رفيعة المكان والمكانة، لا تسمع فيها كلمة لغو واحدة، فيها عين تتدفق مياهها، فيها سرر عالية وأكواب معدة للشاربين، ووسائد مصفوفة، الواحدة جنب الأخرى، وبُسُط كثيرة مفروشة، و "وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا" الفجر 22 صفا اسم، المَلَكُ صَفّا ً: الملائكة صفوفا، صفا صفا: حال، أي مصطفين أو ذوي صفوف كثيرة، ما هكذا ينبغي أن يكون حالكم. فإذا زلزلت الأرض وكَسَّر بعضُها بعضًا، وجاء ربُّك لفصل القضاء بين خلقه، والملائكة صفوفًا صفوفًا، وجيء في ذلك اليوم العظيم بجهنم، يومئذ يتعظ الكافر ويتوب، وكيف ينفعه الاتعاظ والتوبة، وقد فرَّط فيهما في الدنيا، وفات أوانهما؟


جاء في کتاب تفسير غريب القرآن للمؤلف فخر الدين الطريحي النجفي: "صواف" (الحج 36) أي قد صفت قوائمها، والإبل تنحر قياما ويقرأ: صوافن وأصل هذا الوصف في الخيل يقال: صفن الفرس وهو صافن إذا قام على ثلاث قوائم وثنى سنبك الرابعة، والسنبك: طرف الحافر، و "الصافات صفا" (الصافات 1) يعني الملائكة صفوفا في السماء يسبحون الله تعالى كصفوف الناس للصلاة، و "لنحن الصافون" (الصافات 165) أي نصف أقدامنا في الصلاة وأجنحتنا حول العرش داعين المؤمنين. قوله تعالى "الطير فوقهم صافات ويقبضن" (الملك 19) أي باسطات أجنحتهن وقابضاتها. (صفا) "اصطفى" (البقرة 122) (ال عمران 23) (النمل 59) (الصافات 153) اختار، و "الصفا والمروة" (البقرة 158) جبلان بمكة، و "صفوان" (البقرة 264) حجر أملس، وهو اسم واحد معناه جمع، واحده صفوانة، وصفوة مثلثة الصاد. والصفي أحدها قاله أبو عمرو، ومنها "صنوان" (الرعد 4) غلتان أو غلات يكون أصلها واحد. (صفف) "وعرضوا على ربك صفا" (الكهف 48) أي صفوفا ويؤدي الواحد عن الجمع ويجوز أن يكون كلهم صفا واحدا، و "صفصفا" (طه 106) أي مستوى من الأرض لا نبات فيه.


عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِير" (الملك 19) المراد بكون الطير فوقهم طيرانه في الهواء، وصفيف الطير بسطه جناحه حال الطيران وقبضه قبض جناحه حاله، والجمع في "صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ" (الملك 19) لكون المراد بالطير استغراق الجنس. وهو الطيران، ويمكن أن يستفاد أن الآية عدم سقوطهن وهن صافات، وآية أخرى أنهن ربما يقبضن ولا يسقطن حينما يقبضن. الأصل في الطيران هو صف الأجنحة لأن الطيران في الهواء كالسباحة في الماء والأصل في السباحة هو مد الأطراف وبسطها وأما القبض فطارئ على البسط للاستظهار به على التحرك فجيء بما هو طار غير أصل بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات ويكون منهن. قوله تعالى "وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِراتِ زَجْراً * فَالتَّالِياتِ ذِكْراً" (الصافات 1-3) الصافات على ما قيل جمع صافة وهي جمع صاف، والمراد بها على أي حال الجماعة التي تصطف أفرادها والزاجرات من الزجر وهو الصرف عن الشيء بالتخويف بذم أو عقاب والتاليات من التلاوة بمعنى القراءة. وقد أقسم الله تعالى بهذه الطوائف الثلاث: الصافات والزاجرات والتاليات وقد اختلفت كلماتهم في المراد بها : فأما الصافات فقيل : إن المراد بها الملائكة تصف أنفسها في السماء صفوفا كصفوف المؤمنين في الصلاة ، وقيل : إنها الملائكة تصف أجنحتها في الهواء إذا أرادت النزول إلى الأرض واقفة في انتظار أمر الله تعالى، وقيل: إنها الجماعة من المؤمنين يقومون في الصلاة أو في الجهاد مصطفين. قوله "فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَّ" (الحج 36) الصواف جمع صافة ومعنى كونها صافة أن تكون قائمة قد صفت يداها ورجلاها وجمعت وقد ربطت يداها. قال تعالى "وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا" (الكهف 48)، والعرض إراءة البائع سلعته للمشتري ببسطها بين يديه. أن أنواع التفاضل والكرامات الدنيوية التي اختلقتها لهم الأوهام الدنيوية من نسب ومال وجاه قد طاحت عنهم فصفوا صفا واحدا لا تميز فيه لعال من دان ولا لغني من فقير ولا لمولى من عبد ، وإنما الميز اليوم بالعمل وعند ذلك يتبين لهم أنهم أخطئوا الصواب في حياتهم الدنيا وضلوا السبيل فيخاطبون بمثل قوله "وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ" (الانعام 94). قوله تعالى "وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا" (الفجر 22) نسبة المجيء إليه تعالى من المتشابه الذي يحكمه قوله تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (الشورى 11) وما ورد في آيات القيامة من خواص اليوم كتقطع الأسباب وارتفاع الحجب عنهم وظهور أن الله هو الحق المبين. والكلام في نسبة المجيء إلى الملائكة وكونهم صفا صفا.


جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً" (النبأ 38) لا شك فإنّ قيام الروح و الملائكة صفّا يوم القيامة، و عدم تكلمهم إلّا بإذنه سبحانه، إنّما هو مثالا للأوامر الإلهية و طاعة، كما هو حالهم قبل قيام القيامة، فهم‌ بأمره يعملون و لكنّ في يوم القيامة سيتجلّى امتثالهم للّه أكثر و بشكل أوضح. إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: (الروح جند من جنود اللّه ليسوا بملائكة لهم رؤوس و أيدي و أرجل، ثمّ قرأ: "يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا" (النبأ 38)، قال: هؤلاء جند و هؤلاء جند). على أيّة حال، فسواء كان "الروح" من الملائكة أو من غيرهم، فإنّه سيقف يوم القيامة مع الملائكة صفّا بانتظار أوامر الخالق سبحانه، و سيكون هول المحشر بشكل بحيث لا يقوى أيّ من الخلق للتحدث معه، و الذين سيتكلمون أو يشفعون لا يقومون بذلك إلّا بعد إذنه جلّ شأنه، و ما واقع الكلام إلّا حمد اللّه و ثناؤه أو التشفع لمن هم أهلا للشفاعة. يقول تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ" (الصف 4). و نلاحظ هنا أنّ التأكيد ليس على القتال فحسب، بل على أن يكون "في سبيله" تعالى وحده، و يتجسّد فيه كذلك الاتّحاد و الانسجام التامّ و التجانس و الوحدة، كالبنيان المرصوص. (صف) في الأصل لها معنى مصدري بمعنى (جعل شي‌ء ما في خطّ مستو) إلّا أنّها هنا لها معنى (اسم فاعل). "مرصوص" من مادّة (رصاص) بمعنى معدن الرصاص، و لأنّ هذه المادّة توضع بعد تذويبها بين طبقات البناء من أجل استحكامه و جعله قويّا و متينا للغاية، لذا أطلقت هذه الكلمة هنا على كلّ أمر قوي و محكم. و المقصود هنا أن يكون وقوف و ثبات المجاهدين أمام العدو قويّا راسخا تتجسّد فيه وحدة القلوب و الأرواح و العزائم الحديدة و التصميم القوي، بصورة تعكس أنّهم صفّ متراصّ ليس فيه تصدّع أو تخلخل. يقول علي بن إبراهيم في تفسيره موضّحا مقصود هذه الآية: (يصطفّون كالبنيان الذي لا يزول).
شبكة الوادي الثقافي - الدكتور فاضل حسن شريف - الثلاثاء 3 / 10 / 2023 - 03:42 مساءً     زيارات 239     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك



تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,277
الصور 2,751
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 40
المجموع 7,788