جديد الموقع
بوابة التدوين :         البعثة النبوية.. منشور الرشد الإنساني الذي نقضته الأمة فابتليت         فاطمة الزهراء.. الكوثر الذي لا ينبض         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 103)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 102)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 101)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 100)     بوابة الصور :         احمد خليل الحصار ـ القديح ـ 7 سنوات         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس4         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس20         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس19         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس18         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس17     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         زيارة عاشوراء تحفة من السماء         رياض السالكين (الجزء السابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء السادس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الخامس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الرابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الثالث) ـ السيد علي خان الشيرازي    

مفهوم العدو و الأعداء في القرآن الكريم (ح 7)

مفهوم العدو و الأعداء في القرآن الكريم (ح 7)
الدكتور فاضل حسن شريف



تكملة للحلقات السابقة قال الله تعالى عن العدو والأعداء "وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا" النساء 45 بِأَعْدَائِكُمْ: بِ حرف جر، أَعْدَاءِ اسم، كُمْ ضمير، والله سبحانه وتعالى أعلم منكم أيها المؤمنون بعداوة هؤلاء اليهود لكم، وكفى بالله وليًّا يتولاكم، وكفى به نصيرًا ينصركم على أعدائكم، و "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا" النساء 101 وإذا سافرتم أيها المؤمنون في أرض الله، فلا حرج ولا إثم عليكم في قصر الصلاة إن خفتم من عدوان الكفار عليكم في حال صلاتكم، وكانت غالب أسفار المسلمين في بدء الإسلام مخوفة، والقصر رخصة في السفر حال الأمن أو الخوف. إن الكافرين مجاهرون لكم بعداوتهم، فاحذروهم، و "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ  كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام 108 عدوا: ظلما و اعتداء. واعتدى: ظلم، والعدوان: الظلم، ولا تسبوا أيها المسلمون الأوثان التي يعبدها المشركون سدًّا للذريعة حتى لا يتسبب ذلك في سبهم الله جهلا واعتداءً: بغير علم. وكما حسَّنَّا لهؤلاء عملهم السيئ عقوبة لهم على سوء اختيارهم، حسَّنَّا لكل أمة أعمالها، ثم إلى ربهم معادهم جميعًا فيخبرهم بأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا، ثم يجازيهم بها، و "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ" الأنعام 112 وكما ابتليناك أيها الرسول بأعدائك من المشركين ابتلينا جميع الأنبياء عليهم السلام بأعداء مِن مردة قومهم وأعداء من مردة الجن، يُلقي بعضهم إلى بعض القول الذي زيَّنوه بالباطل، ليغتر به سامعه، فيضل عن سبيل الله. ولو أراد ربك جلَّ وعلا لحال بينهم وبين تلك العداوة، ولكنه الابتلاء من الله، فدعهم وما يختلقون مِن كذب وزور، و "قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ" الأعراف 129 قال قوم موسى من بني إسرائيل لنبيهم موسى: ابتُلينا وأُوذينا بذبح أبنائنا واستحياء نسائنا على يد فرعون وقومه، من قبل أن تأتينا، ومن بعد ما جئتنا، قال موسى لهم: لعل ربكم أن يهلك عدوكم فرعون وقومه، ويستخلفكم في أرضهم بعد هلاكهم، فينظر كيف تعملون، هل تشكرون أو تكفرون؟ و "وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" الأعراف 150 الْأَعْدَاءَ: الْ اداة تعريف، أَعْدَاءَ اسم، ولما رجع موسى إلى قومه مِن بني إسرائيل غضبان حزينًا، لأن الله قد أخبره أنه قد فُتِن قومه، وأن السامريَّ قد أضلَّهم، قال موسى: بئس الخلافة التي خلفتموني مِن بعدي، أعجلتم أَمْر ربكم؟ أي: أستعجلتم مجيئي إليكم وهو مقدَّر من الله تعالى؟ وألقى موسى ألواح التوراة غضبا على قومه الذين عبدوا العجل، وغضبًا على أخيه هارون، وأمسك برأس أخيه يجره إليه، قال هارون مستعطفًا: يا ابن أمي: إن القوم استذلوني وعدُّوني ضعيفًا وقاربوا أن يقتلوني، فلا تَسرَّ الأعداء بما تفعل بي، ولا تجعلني في غضبك مع القوم الذين خالفوا أمرك وعبدوا العجل.

جاء في کتاب مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون" (الانعام 108) "ولا تسبوا" آلهة "الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا" (الانعام 108) أي: ظلما وعدوانا، كان المسلمون يسبون آلهتهم فنهوا لئلا يكون سبهم سببا لسب الله. وفيه دلالة على أن النهي عن المنكر الذي هو من أجل الطاعات إذا علم أنه يؤدي إلى زيادة الشر ينقلب معصية فصار النهي عن ذلك النهي من جملة الواجبات "بغير علم" أي: على جهالة بالله "كذلك زينا" أي: مثل ذلك التزيين زينا "لكل أمة" من أمم الكفار "عملهم" أي: خليناهم وما عملوا ولم نمنعهم حتى حسن عندهم عملهم السيئ "فينبئهم" فيوبخهم عليه ويعاتبهم ويعاقبهم. قوله تعالى "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا" (الانعام 112) وكما خلينا بينك وبين أعدائك كذلك فعلنا بمن قبلك من الأنبياء وأعدائهم لم نمنعهم عن العداوة لما فيه من الامتحان الذي هو سبب ظهور الثبات والصبر وكثرة الثواب والأجر، و "شياطين" بدل من "عدوا"، أو هما مفعولا * "جعلنا"، و "يوحى بعضهم إلى بعض" (الانعام 112) يوسوس شياطين الجن إلى شياطين الإنس، وبعض الجن إلى بعض، وبعض الإنس إلى بعض "زخرف القول" (الانعام 112) ما يزينه من القول والإغراء على المعاصي ويموهه "غرورا" أخذا على غرة وخدعا "ولو شاء ربك ما فعلوه" (الانعام 112) أي: ما عادوك أو ما أوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول بأن يكفهم عنه اضطرارا "ولتصغى" جوابه محذوف تقديره: وليكون ذلك الإصغاء "جعلنا لكل نبي عدوا" (الانعام 112) على أن اللام لام الصيرورة، والضمير في "إليه" وفي "فعلوه" واحد، أي: وليميل إلى ما ذكر من عداوة الأنبياء ووسوسة الشياطين "أفدة" الكفار "وليرضوه" لأنفسهم "وليقترفوا ما هم مقترفون" (الانعام 113) من الآثام.

جاء في التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي: قوله تعالى "وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا" النساء 45 وقوله "وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ" جملة معترضة للتأكيد والتحذير. أى: والله- تعالى أعلم بأعدائكم منكم أيها المؤمنون وقد أخبركم بأحوالهم وبما يبيتون لكم من شرور فاحذروهم ولا تلتفتوا إلى أقوالهم وأعدوا العدة لتأديبهم دفاعا عن دينكم وعقيدتكم. وقوله وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللَّهِ نَصِيراً تذييل قصد به غرس الطمأنينة في نفوس المؤمنين بأن العاقبة لهم. أى: "وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا" (النساء 45) يتولى أموركم، ويصلح بالكم، وَكَفى بِاللَّهِ نَصِيراً يدفع عنكم مكرهم وشرورهم وما دام الأمر كذلك فاكتفوا بولايته ونصرته. واعتصموا بحبله، وأطيعوا أمره، ولا تكونوا في ضيق من مكر أعدائكم فإن الله ناصركم عليهم بفضله وإحسانه. وقوله وَكَفى فعل ماض. ولفظ الجلالة فاعل والباء مزيدة فيه لتأكيد الكفاية. ووليا ونصيرا منصوبان على التمييز. وقيل على الحال. وكرر سبحانه الفعل كفى لإلقاء الطمأنينة في قلوب المؤمنين، لأن التكرار في مثل هذا المقام يكون أكثر تأثيرا في القلب، وأشد مبالغة فيما سيق الكلام من أجله. فكأنه سبحانه يقول لهم: اكتفوا بولاية الله ونصرته، وكفاكم الله الولاية والنصرة والمعونة. ومن كان الله كافيه نصره على عدوه فاطمئنوا ولا تخافوا. وقوله "إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينا" (النساء 101)ً تعليل لتأكيد أخذ الحذر من الكفار دائما، لأن عداوتهم للمؤمنين ظاهرة، وكراهتهم لهم شديدة. أى: إن الكافرين كانوا وما زالوا بالنسبة لكم- أيها المؤمنون- يظهرون العداوة، وما تخفيه صدورهم لكم من أحقاد وكراهية أشد وأكبر. وقد أكد سبحانه هذه العداوة بإن الدالة على التوكيد، وبكان المفيدة للدوام والاستمرار، وبوصف هذه العداوة بالسفور والظهور، لكي يحترس المسلمون منهم أشد الاحتراس.

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: موسى عليه السلام أفهمهم بأنهم سينتصرون في المآل، ولكن أمامهم طريقا طويلا، وإن هذا الانتصار طبقا للسنة الإلهية يتحقق في ظل الاستقامة والثبات والسعي والاجتهاد، كما جاء ذلك في الآية الحاضرة "قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض" (الاعراف 129). وذكر كلمة "عسى" مثل كلمة "لعل" التي وردت في كثير من الآيات القرآنية إشارة في الحقيقة إلى أن لهذا التوفيق والانتصار شرائط، من دونها لا يصلون إليه، ثم يقول في ختام الآية: إن الله أعطاكم هذه النعمة، وأعاد إليكم حريتكم المسلوبة كي ينظر كيف تتصرفون أنتم فينظر كيف تعملون؟ قوله تعالى "وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" الأعراف 150 إن القرآن الكريم ذكر أن هارون قال وهو يحاول استعطاف موسى وإثبات برائته في هذه المسألة: يا ابن أم هذه الجماعة الجاهلة جعلوني ضعيفا إلى درجة أنهم كادوا يقتلونني، فإذن أنا برئ، فلا تفعل بي ما سيكون موجبا لشماتة الأعداء بي ولا تجعلني في صف هؤلاء الظالمين قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين. إن التعبير ب‌: "ابن أم" في الآية الحاضرة أو "يا ابن أم" (كما في الآية 94 من سورة طه) مع أن موسى وهارون كانا من أب وأم واحدة، إنما هو لأجل تحريك مشاعر الرحمة والعطف لدى موسى عليه السلام في هذه الحالة الساخنة. وفي المآل تركت هذه القصة أثرها، وسرعان ما التفت بنو إسرائيل إلى قبح أعمالهم، فاستغفروا الله وطلبوا العفو منه. لقد هدأ غضب موسى عليه السلام بعض الشئ، وتوجه إلى الله قال رب اغفر لي ولأخي وادخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين.


شبكة الوادي الثقافي - الدكتور فاضل حسن شريف - الجمعة 3 / 11 / 2023 - 01:24 مساءً     زيارات 248     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك



تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,277
الصور 2,751
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 40
المجموع 7,788