جديد الموقع
بوابة التدوين :         البعثة النبوية.. منشور الرشد الإنساني الذي نقضته الأمة فابتليت         فاطمة الزهراء.. الكوثر الذي لا ينبض         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 103)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 102)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 101)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 100)     بوابة الصور :         احمد خليل الحصار ـ القديح ـ 7 سنوات         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس4         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس20         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس19         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس18         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس17     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         زيارة عاشوراء تحفة من السماء         رياض السالكين (الجزء السابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء السادس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الخامس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الرابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الثالث) ـ السيد علي خان الشيرازي    

قصة السامري في القرآن الكريم (ح 2)

قصة السامري في القرآن الكريم (ح 2)
الدكتور فاضل حسن شريف



جاء في معاني القرآن الكريم: سمر السمرة أحد الألوان المركبة بين البياض والسواد، والسمراء كني بها عن الحنطة، والسمار: اللبن الرقيق المتغير اللون، والسمرة: شجرة تشبه أن تكون للونها سميت بذلك، والسمر سواد الليل، ومنه قيل: لا آتيك السمر والقمر (المثل في المستقصى 2/243)، وقيل للحديث بالليل: السمر، وسمر فلان: إذا تحدث ليلا، ومنه قيل: لا آتيك ما سمر ابنا سمير (انظر: اللسان (سمر) ؛ والمستقصى 2/249)، وقوله تعالى: "مستكبرين به سامرا تهجرون" (المؤمنون 67)، قيل معناه: سمارا، فوضع الواحد موضع الجمع، وقيل: بل السامر: الليل المظلم. يقال: سامر وسمار وسمرة وسامرون، وسمرت الشيء، وإبل مسمرة مهملة، والسامري: منسوب إلى رجل. وعن تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (سمر) "سامرا" (المؤمنون 67) يعني سمارا أي متحدثين ليلا من المسامرة وهي الحديث بالليل، و * (السامري" (طه 85) (طه 87) صاحب العجل وقصته مع موسى عليه السلام مشهورة. و قوله تعالى "مساس" (طه 97) مماسة وقوله: "لامساس" (طه 97) أي لا مماس ولا مخالط، عوقب السامري في الدنيا بأن منع من مخالطة الناس منعا كليا، وحرم عليهم مكالمته، ومبايعته، ومجالسته، ومؤاكلته. قال تعالى: "فقبضت قبضة من أثر الرسول" (طه 96) أي من أثر فرس الرسول، روى أن موسى عليه السلام لما حل ميعاده وذهابه إلى الطور أرسل الله جبرائيل راكب حيزوم فرس الحياة يذهب به فأبصره السامري فقال إن لهذا شأنا فقبض قبضة من موطئة فلما سأله موسى عن ذلك قال ذلك. و قوله تعالى "حملنا أو زارا من زينة القوم فقذفناها" (طه 87) أي طرحناها في نار السامري التي أوقدها في الحفرة وأمرنا أن نطرح فيها الحلي.

عن تفسير التبيان للشيخ الطوسي: قال الله تعالى "فَقالُوا هذا إِلهُكُم‌ وَ إِله‌ُ مُوسي" (طه 88) يعني‌ ‌قال‌ ‌ذلک‌ السامري‌ و ‌من‌ تابعه‌ ‌ان‌ ‌هذا‌ العجل‌ معبودكم‌ و معبود موسي‌، "فنسي‌" ‌ أي ‌ نسي‌ موسي‌ ‌أنه‌ إلهه‌، و ‌هو‌ قول‌ السامري‌-‌ ‌في‌ قول‌ ‌إبن‌ عباس‌ و قتادة و مجاهد و السدي‌ و ‌إبن‌ زيد و الضحاك‌-‌ و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ ‌في‌ رواية أخري‌: معناه‌، فنسي‌ السامري‌ ‌ما ‌کان‌ ‌عليه‌ ‌من‌ الايمان‌، لأنه‌ نافق‌ ‌لما‌ عبر البحر. و معناه‌ ترك‌ ‌ما ‌کان‌ ‌عليه‌. و ‌قال‌ قوم‌: معناه‌ "فنسي‌" موسي‌ ‌أنه‌ أراد ‌هذا‌ العجل‌، فنسي‌ و ترك‌ الطريق‌ ‌ألذي‌ يصل‌ ‌منه‌ اليه‌، و ‌يکون‌ حكاية قول‌ السامري‌. حكي‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ قول‌ موسي‌ للسامري‌ و سؤاله‌ إياه‌ بقوله‌ "فَما خَطبُك‌َ يا سامِرِي‌ُّ" (طه 95) و حكي‌ ‌ما أجاب‌ ‌به‌ السامري‌، فانه‌ ‌قال‌ "بَصُرت‌ُ بِما لَم‌ يَبصُرُوا بِه‌ِ" (طه 96) و المعني‌ رأيت‌ ‌ما ‌لم‌ يروه‌. فمن‌ قرأ بالياء أراد ‌ما ‌لم‌ يبصروا هؤلاء. و ‌من‌ قرأ بالتاء حمله‌ ‌علي‌ الخطاب‌ و بصر ‌لا‌ يتعدي‌، و ‌إن‌ كانت‌ الرؤية متعدية، لأن‌ ‌ما ‌کان‌ ‌علي‌ وزن‌ (فعل‌) بضم‌ العين‌ ‌لا‌ يتعدي‌، ‌غير‌ انه‌ و ‌ان‌ ‌کان‌ ‌غير‌ متعد، فانه‌ يتعدي‌ بحرف‌ الجر، ‌کما‌ عداه‌‌ هاهنا‌‌ بالباء. و ‌قيل‌ بصرت‌-‌ هاهنا‌-‌ بمعني‌ علمت‌ ‌من‌ البصيرة. يقال‌: بصر يبصر ‌إذا‌ علم‌. و ابصر ابصاراً ‌إذا‌ رأي‌. و ‌قوله‌ "وَ أَضَلَّهُم‌ُ السّامِرِي" (طه 85) لأن‌ إضلال‌ السامري‌ قبيح‌ ، معناه‌ ‌أنه‌ دعاهم‌ ‌الي‌ عبادة العجل‌، فضلوا عند ‌ذلک‌، فنسب‌ اللّه‌ الإضلال‌ اليه‌ ‌لما‌ ضلوا بدعائه‌. و ‌قوله‌ "إِنِّي‌ خَشِيت‌ُ أَن‌ تَقُول‌َ فَرَّقت‌َ بَين‌َ بَنِي‌ إِسرائِيل‌َ" (طه 94) معناه‌ إني‌ خفت‌ أني‌ ‌إن‌ فعلت‌ ‌ذلک‌ ‌علي‌ وجه‌ العنف‌ و الإكراه‌ ‌أن‌ يتفرقوا و تختلف‌ كلمتهم‌ و يصيروا أحزاباً، حزباً يلحقون‌ بموسي‌ و حزباً يقيمون‌ ‌مع‌ السامري‌ ‌علي‌ اتباعه‌، و حزباً يقيمون‌ ‌علي‌ الشك‌ ‌في‌ أمره‌. ‌ثم‌ ‌لا‌ يؤمن‌ ‌إذا‌ تركتهم‌ كذلك‌ ‌أن‌ يصيروا بالخلاف‌ ‌الي‌ سفك‌ الدماء، و شدة التصميم‌ ‌علي‌ أمر السامري‌، فاعتذر ‌بما‌ مثله‌ يقبل‌، لأنه‌ وجه ‌من‌ وجوه‌ الرأي‌. ‌قوله‌ "وَ لَم‌ تَرقُب‌ قَولِي‌" (طه 94) ‌ أي ‌ ‌لم‌ تحفظ قولي‌ ‌في‌ قول‌ ‌إبن‌ عباس‌ فعدل‌ ‌عن‌ ‌ذلك‌ موسي‌ ‌الي‌ خطاب‌ السامري‌، ‌فقال‌ ‌له‌ "فَما خَطبُك‌َ يا سامِرِي‌ُّ" (طه 95) ‌ أي ‌ ‌ما شأنك‌ و ‌ما دعاك‌ ‌الي‌ ‌ما صنعت؟ و أصل‌ الخطب‌: الجليل‌ ‌من‌ الأمر، فكأنه‌ ‌قيل‌: ‌ما ‌هذا‌ العظيم‌ ‌ألذي‌ دعاك‌ ‌الي‌ ‌ما صنعت‌..

قال الله تعالى "قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي" طه 96 بصرت: بصر فعل، التاء ضمير، بَصرتُ: علمتُ بالبصيرة و العقل و الفطنة، رأيت جبريل عليه السلام حين جاء لهلاك فرعون، قال السامري: رأيت ما لم يروه وهو جبريل عليه السلام - على فرس، وقت خروجهم من البحر وغرق فرعون وجنوده، فأخذتُ بكفي ترابا من أثر حافر فرس جبريل، فألقيته على الحليِّ الذي صنعت منه العجل، فكان عجلا جسدًا له خوار، بلاء وفتنة، وكذلك زيَّنت لي نفسي الأمَّارة بالسوء هذا الصنيع وصنع السامري عجلا من حلي الذهب “وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ” (الاعراف 148).

جاء في كتاب القصص القرآني للسيد محمد باقر الحكيم: موسى مع بني إسرائيل: وتتوالى بعد ذلك الاحداث على موسى وإذا به يواجه المشاكل الداخلية منفردا مع قومه بني إسرائيل، فيسمع طلبهم وهم يمرون على قوم يعبدون الأصنام بأن يتخذ لهم أصناما يعبدونها كما أن لهؤلاء أصناما، ثم بعد ذلك يتفضل الله سبحانه على بني إسرائيل عندما استسقوا موسى، فيأمره بضرب الحجر فتتفجر منه العيون كما ينزل عليهم المن والسلوى ويبدلهم عنه ببعض المآكل الأخرى، ويواجه موسى ردة من بني إسرائيل عند ذهابه لميقات ربه لتلقي الشريعة في ألواح التوراة، فيخبره الله تعالى بعبادتهم للعجل الذي صنعه السامري، فيرجع "إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا" (طه 86) ويعتب بقسوة على أخيه هارون، حيث كان قد استخلفه عليهم مدة ذهابه، ويطرد السامري ويفرض عليه عقوبة المقاطعة، ويحرق العجل وينسفه، ثم يتوب الله على بني إسرائيل بعد أن فرض عليهم عقابا صارما. غضب موسى وأسفه وموقفه الصارم من قومه وأخيه والسامري. وقد صاغ القرآن الكريم هذه الانفعالات من خلال طريقة العرض على الشكل الذي يؤكد معاناة النبي ويبرز ملامح شخصيته، حيث كان يؤكد في طريقة العرض ضمير المخاطبة سواء بين الله وموسى أو بين موسى والآخرين. وإضافة إلى ذلك نجد أمام موسى عليه السلام مجموعة من العقبات والمشاكل الحقيقية المهمة مثل محاولة السحرة تضليل الناس، أو استخدام فرعون لاسلوب القمع والتهديد به، أو مطاردة فرعون وجيشه لموسى وبني إسرائيل في محاولتهم للعبور، أو فتنة السامري للإسرائيليين وتمردهم على هارون. وعن كتاب اصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: وفي جميع ما تقدم بلاغ وكفاية في الاستدلال على التوحيد وإثباته لا يبقى معه مجال لتوقف العاقل المنصف فيه، فضلاً عن إنكاره له. بقي في المقام أمران: الأول: أن ما سبق إنما هو نفي الشريك المستقل عن الله عز وجل والمستغني بوجوده عنه. وهناك بعض الأديان التي تبتني على وجود الشريك له تعالى من خلقه، سواءً كان عاقل، كما قد يدعى في عيسى عليه السلام، أم صامت، كالأصنام وعجل السامري في بني إسرائيل.

عن کتاب نظرة في إحياء مراسم عاشوراء لمؤلفه الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي: أن السلوك والحركات الإنسانية الواعية تحتاج إلى طائفتين من العوامل إحداهما عوامل المعرفة والثانية عوامل العواطف والأحاسيس، وبعد أن عرفنا مدى ما لحركة سيد الشهداء عليه السلام من دور مهم في سعادة الناس؛ فإننا سوف نلتفت إلى أن المعرفة وحدها لا تحقق فينا الحركة ومعرفة تلك الوقعة وتذكرها لا تقودنا إلى فعل مشابه لفعل الإمام الحسين عليه السلام، ولا تحملنا على اقتفاء اثره إلا إذا تحقق في أنفسنا الدافع ثم على أساسه نغدو مشتاقين للقيام بما يشبه ذلك الفعل. إذن تحقق مثل هذا الأمر يحتاج إلى طائفتين من العوامل. وجلسات البحث والتحقيق والخطابة توفر لنا الطائفة الأولى من تلك العوامل أي إنها تزودنا بالمعارف اللازمة لكن لابدّ لنا من الطائفة الثانية حتى يتم من خلالها تنمية العواطف وتقوية المشاعر، ومن الواضح أن للمعرفة ذاتها دوراً في تذكر ودراسة الواقعة، لكن الدور الأساسي تنهض به الأمور التي لها تأثير مباشر على العواطف والمشاعر، ويلاحظ ذلك عندما تعاد صياغة مشهد معين ويتأمل المرء في ذلك المشهد عن كثب فإن هذا يختلف كثيراً عمّا لو اكتفى بسماعه فقط. وفي هذا المضمار نشير إلى قصة واردة في القرآن الكريم تصلح أن تكون مثالاً على ما ذكرناه: فنحن نعلم أن النبي موسى عليه السلام قد دُعيَ من قبل الله تعالى إلى جبل الطور ليعبد الله تعالى هناك، وقيل لقومه: انّ موسى عليه السلام سوف يبقى هناك شهراً من الزمان لكن إرادة الله سبحانه قد اقتضت أن يبقى هناك أربعين يوماً، يقول تعالى: "وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ" (الاعراف 142). ولم يكن بنو إسرائيل عالمين بهذه الليالي العشر الإضافية وقد كان هذا اختباراً لهم ليتبيّن مدى تمسكهم بإيمانهم. ولما انتهت الليالي الثلاثون جاء بنو إسرائيل إلى هارون عليه السلام وهو خليفة موسى عليه السلام وسألوه عن سبب عدم عودة أخيه؟ فأجاب بأننا منتظرون وسوف يعود سريعاً وفي اليوم التالي لم يعد موسى عليه السلام، فكرروا السؤال عنه، وبدأ هاجس الخوف يلوح عندهم بالأفق، فظنوا أن تأخر موسى يعني أنه تركهم وذهب إلى حال سبيله فاستغلّ السامري هذه الفرصة فصنع لهم عجلاً ودعا الناس إلى عبادته قائلاً: "هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى" (طه 88). لقد خدعهم مدعياً أن هذا العجل الذي صنعته لكم إله موسى الذي دعاه للمناجات في جبل الطور والذي بعث موسى بالرسالة إلى الناس فوقع كثير من بني أسرائيل ساجدين لهذا العجل وراحوا يعبدونه. فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام مخبراً إياه بما جرى لقومه بنو إسرائيل وأنهم قد عبدوا العجل خلال غيبته عنهم في هذه الليالي العشر وقد سمع موسى عليه السلام بهذا النبأ ولكنه لم يبد رد فعل عليه. انتهت الليالي الأربعون وعاد موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل وهو يحمل الألواح السماوية التي أُنزلت عليه لكي يدعو الناس إلى طاعة الله تعالى والعمل بالشريعة النازلة إليهم عندما حضر موسى عليه السلام بينهم ونظر إليهم وهم يعبدون العجل تغيّر وضعه واستولى عليه الغضب. قال تعالى في ذلك: "وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ" (الاعراف 150). إذ سأل أخاه هارون معترضاً عليه قائلاً: لماذا سمحت للناس أن يسلكوا سبيل الضلال: "أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي" (طه 93). ولا نحتاج هنا إلى إكمال بقية القصة، لأن شاهدنا هو هذا القسم ومنها يعلم الفرق الكبير بين العلم لوحده وبين المشاهدة.

معاوية مثل السامري عندما فتن القوم "قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ" (طه 85) ولكن هارون عليه السلام قام بواجبه، كما فعل الحسن عليه السلام مع قومه، عندما نهاهم عن عبادة العجل "وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي" (طه 90). وهؤلاء الفاسقون نفسهم اذوا موسى عليه السلام حتى قال عنهم "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" (الصف 5) فكان جوابهم " فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" (المائدة 24).


شبكة الوادي الثقافي - الدكتور فاضل حسن شريف - السبت 11 / 11 / 2023 - 10:08 مساءً     زيارات 306     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك



تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,277
الصور 2,751
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 40
المجموع 7,788