جديد الموقع
بوابة التدوين :         البعثة النبوية.. منشور الرشد الإنساني الذي نقضته الأمة فابتليت         فاطمة الزهراء.. الكوثر الذي لا ينبض         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 103)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 102)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 101)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 100)     بوابة الصور :         احمد خليل الحصار ـ القديح ـ 7 سنوات         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس4         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس20         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس19         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس18         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس17     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         زيارة عاشوراء تحفة من السماء         رياض السالكين (الجزء السابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء السادس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الخامس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الرابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الثالث) ـ السيد علي خان الشيرازي    

مشتقات الدمار في القرآن الكريم (دمر، تدمر، دمرناهم) (ح 2)

مشتقات الدمار في القرآن الكريم (دمر، تدمر، دمرناهم) (ح 2)
الدكتور فاضل حسن شريف 



تكملة للحلقة السابقة قال الله تعالى عن كلمة الدمار ومشتقاتها "ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ" الشعراء 172 دَمَّرْنَا: دَمَّرْ فعل، نَا ضمير، دَمَّرْنَا الآخَرِينَ: أهلكناهم، ثم أهلكنا مَن عداهم من الكفرة أشدَّ إهلاك، وأنزلنا عليهم حجارة من السماء كالمطر أهلكتهم، فقَبُحَ مطرُ من أنذرهم رسلهم ولم يستجيبوا لهم؛ فقد أُنزل بهم أشدُّ أنواع الهلاك والتدمير، و "ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ" الصافات 136 دَمَّرْنَا: أهلكنا، ثم أهلكنا الباقين المكذبين من قومه، و "تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ  كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ" الأحقاف 25 تدمر فعل، تُدَمِّرُ: تهلك، تدمِّر كل شيء تمر به مما أُرسلت بهلاكه بأمر ربها ومشيئته، فأصبحوا لا يُرى في بلادهم شيء إلا مساكنهم التي كانوا يسكنونها، مثل هذا الجزاء نجزي القوم المجرمين؛ بسبب جرمهم وطغيانهم، و "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا" محمد 10 دمر فعل، دَمَّرَ اللهُ عَلَيهِم: أهلكهم وأهليهم ومساكنهم، أفلم يَسِرْ هؤلاء الكفار في أرض الله معتبرين بما حلَّ بالأمم المكذبة قبلهم من العقاب؟ دمَّر الله عليهم ديارهم، وللكافرين أمثال تلك العاقبة التي حلت بتلك الأمم.

قوله تعالى "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا" (الزلزلة 1)، و "إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ" (الحج 1) كما في زلازل الدنيا حاليا عند درجة 8 يصبح الدمار فكيف بزلزال يوم القيامة. "وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا" (الواقعة 5) البس جاء بسبب قوة الرجة. قوله تعالى "وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا  وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ" الأعراف 86 عاقبة المفسدين: خاتمة المفسدين، ولا تقعدوا بكل طريق تتوعدون الناس بالقتل، إن لم يعطوكم أموالهم، وتصدُّون عن سبيل الله القويم من صدَّق به عز وجل، وعمل صالحًا، وتبغون سبيل الله أن تكون معوجة، وتميلونها اتباعًا لأهوائكم، وتنفِّرون الناس عن اتباعها، واذكروا نعمة الله تعالى عليكم إذ كان عددكم قليلا فكثَّركم، فأصبحتم أقوياء عزيزين، وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين في الأرض، وما حلَّ بهم من الهلاك والدمار؟ والطغاة واعوانهم الذين يظلمون ويستهزؤن بالمستضعفين نتيجتهم الدمار حتى قيام الساعة "قَدْ مَكَرَ الذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى الله بُنْيانَهُمْ مِنَ القَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ العَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ" (النحل 26). والله جل جلاله خير الماكرين "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الانفال 30)، و "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (ال عمران 54). قوله تعالى "وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ" (غافر 37) صائر إلى الخيبة والدمار. جاء في کتاب التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده للسيد محمد تقي المدرسي: وعاقبة المستكبر الدمار، فقارون (الذي استكبر بثروته)، وفرعون (المستكبر بسلطته)، وهامان (المستكبر بدهائه)، هم عبر ومثلات. كما عاد التي استكبرت بغير حق، دمر الله قراهم وتركهم احاديث. وابليس اول المستكبرين، كانت عاقبته الصغار واللعنة.

جاء في التفسير الكاشف للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل جلاله "وَ تَتَّخِذُونَ مَصََانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ" (الشعراء 129) و المصانع التي تنتج الغذاء و الكساء و الدواء و التركتورات و السيارات و الطائرات و سائر الأدوات التي تسهل الحياة الاجتماعية-هي تماما كالمساجد و المعابد، أما مصانع الأسلحة الحديثة المدمرة فجريمتها تفوق الجرائم مجتمعة، و لا حد لأسوائها و أدوائها، لأنها تنتج الموت و الفناء بالجملة و مصدر البؤس و الفساد و الشقاء في شرق الأرض و غربها. "وَ إِذََا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبََّارِينَ" (الشعراء 130) متعاظمين متسلطين بسلطان السوء و البغي، و نزلت هذه الآية حيث كان البطش باليد، و أقصاه بالسيف و الرمح، فكيف لو نزلت اليوم و الأسلحة الجهنمية النووية تدمر الأرض و من عليها في ساعة أو بعض ساعة؟ قوله عز وجل "هَلْ يَنْظُرُونَ أي ينظرون إِلاََّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللََّهُ" (البقرة 210) أي أمره و بأسه فِي "ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمََامِ وَ اَلْمَلاََئِكَةُ" (البقرة 210) كناية عن شدة العذاب "وَ قُضِيَ اَلْأَمْرُ" تم الهلاك و التدمير "وَ إِلَى اَللََّهِ تُرْجَعُ اَلْأُمُورُ" (البقرة 210) فيجزي عليها بالحق و العدل. "سَلْ بَنِي إِسْرََائِيلَ" (البقرة 211) الخطاب لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم "كَمْ آتَيْنََاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ" في التوراة تشهد على نبوّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم "وَ مَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اَللََّهِ" (البقرة 211) أي يحرّف آيات التوراة المنزلة من عند اللّه "مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَتْهُ" على علم بها "فَإِنَّ اَللََّهَ شَدِيدُ اَلْعِقََابِ" (البقرة 211) لمن حرّف و زيّف.

جاء في التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي: كان في المدينة التي يسكنها صالح عليه السلام وقومه، تسعة أشخاص، دأبهم وديدنهم، الإفساد في الأرض، وعدم الإصلاح فيها، بأى حال من الأحوال. وقد تعاهد هؤلاء التسعة. وأكدوا ما تعاهدوا عليه بالأيمان المغلظة. على أن يباغتوا نبيهم وأهله ليلا، فيقتلوهم جميعا، ثم ليقولن بعد جريمتهم الشنعاء لأقارب صالح عليه السلام: ما حضرنا هلاك أهله وهلاك صالح معهم، ولا علم عندنا بما حل بهم وبه من قتل، وإنا لصادقون في كل ما قلناه. وهكذا المفسدون في الأرض، يرتكبون أبشع الجرائم وأشنعها، ثم يبررونها بالحيل الساذجة الذميمة ثم بعد ذلك يحلفون بأغلظ الأيمان أنهم يريئون من تلك الجرائم. ومن العجيب أن هؤلاء المجرمين الغادرين يقولون فيما بينهم: "تَقاسَمُوا بِاللَّهِ" (النمل 49) أى: احلفوا بالله، على أن تنفذوا ما اتفقنا عليه من قتل صالح وأهله ليلا غيلة وغدرا. فهم يؤكدون إصرارهم على الإجرام بالحلف بالله، مع أن الله تعالى برىء منهم ومن غدرهم. وقولهم: "ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ" (النمل 49) نفى منهم لحضور قتلهم، فضلا عن مباشرة قتلهم، كأنهم أرادوا بهذه الجملة الإتيان بحيلة يبررون بها كذبهم، أى: أننا قتلناهم في الظلام، فلم نشاهد أشخاصهم، وإنا لصادقون في ذلك. ولكن هذا المكر السيئ، والتحايل القبيح قد أبطله الله تعالى وجعله يحيق بهم وبأشياعهم، فقد قال تعالى "وَمَكَرُوا مَكْراً" أى بهذا الحلف فيما بينهم على قتل صالح وأهله غدرا "وَمَكَرْنا مَكْراً" (النمل 50) أى: ودبرنا لصالح عليه السلام ولمن آمن به، تدبيرا محمودا محكما "وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ" (النمل 50) أى: وهم لا يشعرون بتدبيرنا الحكيم، حيث أنجينا صالحا ومن معه من المؤمنين، وأهلكنا أعداءه أجمعين. ثم بين سبحانه الآثار التي ترتبت على مكرهم السيئ، وعلى تدبيره المحكم فقال تعالى: "فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ" (النمل 51) أى: فانظر أيها العاقل وتأمل واعتبر فيما آل إليه أمر هؤلاء المفسدين، لقد دمرناهم وأبدناهم، وأبدنا معهم جميع الذين كفروا بنبينا صالح عليه السلام. قال بعض العلماء ما ملخصه: قوله تعالى: "أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ" (النمل 51) قرأه الجمهور بكسر همزة أَنَّا على الاستئناف، وقرأه عاصم وحمزة والكسائي: أَنَّا دَمَّرْناهُمْ" (النمل 51) بفتح الهمزة وفي إعراب المصدر المنسبك من أن وصلتها أوجه منها: أنه بدل من عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ومنها: أنه خبر مبتدأ محذوف، وتقديره: هي أى: عاقبة مكرهم تدميرنا إياهم. وقوله سبحانه: "فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً" (النمل 52) بِما ظَلَمُوا مقرر ومؤكد لما قبله من تدمير المفسدين وإهلاكهم. أى: إن كنت أيها المخاطب تريد دليلا على تدميرهم جميعا، فتلك هي بيوتهم خاوية وساقطة ومتهدمة على عروشها، بسبب ظلمهم وكفرهم ومكرهم. إِنَّ فِي ذلِكَ الذي فعلناه بهم من تدمير وإهلاك لَآيَةً بينة، وعبرة واضحة،

عن كتاب مفاهيم القرآن للشيخ جعفر السبحاني: قال سبحانه "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا" (محمد 10). والآيات الواردة حول الأمر بالسير في الأرض والاعتبار بما جرى على الأُمم السالفة لأجل عتوّهم وتكذيبهم رسل الله سبحانه، كثيرة في القرآن الكريم تبيَّن سنّته السائدة في الأُمم جمعاء. وقال سبحانه "قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ" (ال عمران 137). وقال سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (الانفال 29). وقال سبحانه "مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ * كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِم وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ * وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ" (غافر 4-5). والآية من أثبت الآيات لسنَّته تعالى في الذين كفروا، فلا يصلح للمؤمن أن يُغرّه تقلّبهم في البلاد، وعليه أن ينظر في عاقبة أمرهم كقوم نوح والأحزاب من بعدهم، حتى يقف على أنّ للباطل جولة وللحقّ دولة، وانّ مردّ الكافرين إلى الهلاك والدمار. عمد أبرهة إلى تدمير الكعبة وهدمها ولكنّه باء بالفشل وهلك هو وجنوده بأبابيل، كما يحكي عنه قوله سبحانه "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ" (الفيل 1-5).

عن ابن مخنف تلا الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء "وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (ال عمران 178) والتي تسمى اية الاملاء التي نزلت على المشركين الذين جادلوا ابو طالب عليه السلام حول ابن اخيه محمد صلى الله عليه واله وسلم لان عناد المشركين والظالمين نتيجته دمارهم ولو بعد حين، وهي سنة الهية " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" (الشعراء 227). والطغاة واعوانهم الذين يظلمون نتيجتهم الدمار حتى قيام الساعة "قَدْ مَكَرَ الذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى الله بُنْيانَهُمْ مِنَ القَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ العَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ" (النحل 26). والله جل جلاله خير الماكرين "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (الانفال 30)، و "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الماكِرِينَ" (ال عمران 54).

يقول الشيخ جلال الدين الصغير: في وراثة الأرض وإعمارها وهو ما يتبدى واضحا في الآية القرآنية الكريمة: "وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا" (الجن 16)، وإن في الهلاك والدمار فيها كما أشارت إليه الآية الكريمة: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" (الاسراء 16).


شبكة الوادي الثقافي - الدكتور فاضل حسن شريف - السبت 18 / 11 / 2023 - 11:33 مساءً     زيارات 152     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك



تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,277
الصور 2,751
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 40
المجموع 7,788