جديد الموقع
بوابة التدوين :         البعثة النبوية.. منشور الرشد الإنساني الذي نقضته الأمة فابتليت         فاطمة الزهراء.. الكوثر الذي لا ينبض         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 103)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 102)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 101)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 100)     بوابة الصور :         احمد خليل الحصار ـ القديح ـ 7 سنوات         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس4         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس20         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس19         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس18         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس17     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         زيارة عاشوراء تحفة من السماء         رياض السالكين (الجزء السابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء السادس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الخامس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الرابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الثالث) ـ السيد علي خان الشيرازي    

كلمة المال في القرآن الكريم (ح 1)

كلمة المال في القرآن الكريم (ح 1)
 الدكتور فاضل حسن شريف




عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة 247) "ونحن أحق" أي أولى "بالملك منه" لأنا من سبط النبوة والمملكة وأوتينا المال "ولم يؤت سعة من المال" أي لم يعط ما يتملك به الناس وهو المال إذ لا بد للملك من المال يحصل به المماليك وقيل معناه ولم يؤت سعة من المال فيشرف به ويجبر نقصا لوكان فيه حتى يساوي أهل الأنساب فأعلمهم الله أنه أعرف بوجوه الحكمة منهم فإن المقصود في الملك والرئاسة هو العلم والشجاعة وأخبرهم بذلك عن لسان نبيهم "قال إن الله اصطفاه" أي اختاره "عليكم" عن ابن عباس "وزاده بسطة" أي فضيلة وسعة "في العلم والجسم" وكان أعلم بني إسرائيل في وقته وأجملهم وأتمهم وأعظمهم جسما وأقواهم شجاعة وقيل كان إذا قام الرجل فبسط يده رافعا لها نال رأسه قال وهب كان ذلك فيه قبل الملك وزاده ذلك بعد الملك "والله يؤتي ملكه من يشاء" أي لا تنكروا ملكه وإن لم يكن من أهل بيت الملك فإن الله سبحانه مالك الملك يؤتي الملك من يشاء.

جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن مال "أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ" المؤمنون 55 أيظن هؤلاء الكفار أن ما نمدُّهم به من أموال وأولاد في الدنيا هو تعجيلُ خيرٍ لهم يستحقونه؟ إنما نعجل لهم الخير فتنة لهم واستدراجًا، ولكنهم لا يُحِسُّون بذلك. وقوله سبحانه "وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ " النور 33 والذين لا يستطيعون الزواج لفقرهم أو غيره فليطلبوا العفة عمَّا حَرَّمَ الله حتى يغنيهم الله من فضله، وييسر لهم الزواج. والذين يريدون أن يتحرروا من العبيد والإماء بمكاتبة أسيادهم على بعض المال يؤدونه إليهم، فعلى مالكيهم أن يكاتبوهم على ذلك إن علموا فيهم خيرًا: مِن رشد وقدرة على الكسب وصلاح في الدين، وعليهم أن يعطوهم شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا عليه. ولا يجوز لكم إكراه جواريكم على الزنى طلبًا للمال، وكيف يقع منكم ذلك وهن يُرِدْن العفة وأنتم تأبونها؟ وفي هذا غاية التشنيع لفعلهم القبيح. ومن يكرههنَّ على الزنى فإن الله تعالى من بعد إكراههن غفور لهن رحيم بهن، والإثم على مَن أكْرههن. وقوله تبارك وتعالى "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا" الفجر 20 ليس الأمر كما يظن هذا الإنسان، بل الإكرام بطاعة الله، والإهانة بمعصيته، وأنتم لا تكرمون اليتيم، ولا تحسنون معاملته، ولا يَحُثُّ بعضكم بعضًا على إطعام المسكين، وتأكلون حقوق الآخرين في الميراث أكلا شديدًا، وتحبون المال حبًا مفرطًا. قوله عز من قائل "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ" الشعراء 88 مال اسم، ولا تُلْحق بي الذل، يوم يخرج الناس من القبور للحساب والجزاء، يوم لا ينفع المال والبنون أحدًا من العباد، إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة. قوله جلت قدرته "فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ" النمل 36 بِمَالٍ: بِ حرف جر، مَالٍ اسم، فلمَّا جاء رسول الملكة بالهديَّة إلى سليمان، قال مستنكرًا ذلك متحدثًا بأَنْعُمِ الله عليه: أتمدونني بمالٍ تَرْضيةً لي؟ فما أعطاني الله من النبوة والملك والأموال الكثيرة خير وأفضل مما أعطاكم، بل أنتم الذين تفرحون بالهدية التي تُهدى إليكم، لأنكم أهل مفاخرة بالدنيا ومكاثرة بها. قال الله تعالى عن مال "أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ" القلم 14 ولا تطع أيها الرسول كلَّ إنسانٍ كثير الحلف كذاب حقير، مغتاب للناس، يمشي بينهم بالنميمة، وينقل حديث بعضهم إلى بعض على وجه الإفساد بينهم، بخيل بالمال ضنين به عن الحق، شديد المنع للخير، متجاوز حدَّه في العدوان على الناس وتناول المحرمات، كثير الآثام، شديد في كفره، فاحش لئيم، منسوب لغير أبيه. ومن أجل أنه كان صاحب مال وبنين طغى وتكبر عن الحق، فإذا قرأ عليه أحد آيات القرآن كذَّب بها، وقال: هذا أباطيل الأولين وخرافاتهم. وهذه الآيات وإن نزلت في بعض المشركين كالوليد بن المغيرة، إلا أن فيها تحذيرًا للمسلم من موافقة من اتصف بهذه الصفات الذميمة.

كل النجاحات المادية في الحياة هي نجاحات وهمية كالحصول على الاموال والاملاك والشهادات "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ" (النحل 96) فالذي يعمل لله وليس للدنيا يبقى اثره في الدنيا والاخرة "وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ" (يس 12). قال امير المؤمنين عليه السلام (إنما حظ أحدكم من الأرض ذات الطول والعرض قيد قده متعفرا على خده.) وهو قول بليغ اي سوف تضع خدك على التراب في القبر تاركا ممتلكاتك وسوف لا تفيدك في منام القبر. ويقول الامام الهادي عليه السلام: أيـن الوجوه التي كانتْ منعمةً من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ فـافـصـحَ القبرُ حين ساءلهم تـلك الوجوه عليها الدودُ يقتتلُ. فاين الوجوه الجميلة التي تنظر اليها امام المرآة فقد تغيرت وهي في القبر فلا مال ولا بنون انما الباقيات الصالحات هي التي تفيد الانسان "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" (الكهف 46).

جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وقالَ لأُوتَيَنَّ مالاً ووَلَداً" (مريم 77). جاء في كتب الأحاديث والتفاسير ان العاص بن وائل والد عمروبن العاص لما سمع بذكر البعث قال مستهزئا: لأوتين في الآخرة مالا وولدا. ولفظ الآية ظاهر في أن زنديقا قال هذا ، أما ذكر الأسماء وتعيين الأشخاص فما هو من طريقة القرآن ، ومثل هذه الآية قول صاحب الجنة "ولَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً" (الكهف 36). انتهى. قوله سبحانه "وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا" (المدثر 12) ان السبب الموجب والدافع على البغي والعدوان هو الثراء وكثرة المال ، والى هذه الحقيقة يشير العديد من الآيات ، منها قوله تعالى "وذَرْنِي والْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ" (المزمل 11) وقوله حكاية عن طاغ يفخر على أحد الصالحين "أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا" (الكهف 34) وكفى شاهدا على ذلك قوله ، عز من قائل "إِنَّ الإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى" (العلق 6). واستنادا إلى هذه الآيات وما إليها يمكن أن يقال ولومن وجهة صناعية: ان الأصل في كل غني أن يكون طاغيا حتى يثبت العكس ، وفي نهج البلاغة: ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء طلبا لما عند اللَّه ، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالا على اللَّه. وفي الحديث: طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافا.

جاء في موقع الالوكة الشرعية عن حرمة المال العام في الاسلام للكاتب عبد الرحمن الطوخي: فإنَّ مِن أخطَر القضايا التي تُهدِّد الأمنَ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، الاعتداء على المال العام، والتي أخَذتْ صُوَرًا شتَّى، منها: السَّرِقات، والاختِلاسات، والرِّشوة، والغلول، وخيانة الأمانة، والتعامل بالربا، فالله عزَّ وجلَّ حَذَّرنا من هَدْره وصَرْفه في غير حِلِّه، كما في الحديث الذي رواه البخاري عن المغيرة بن شُعْبة رضي الله عنه قال: قال: النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ الله حرَّم عليكم عقوقَ الأُمَّهات ووَأْدَ البَنَات، ومَنْعًا وهَات، وكَرِه لكم قِيل وقَال، وكَثرة السؤال، وإضاعة المال). وبيَّن ربُّنا عزَّ وجلَّ أنَّ الإنسان جَمُوع مَنوع، يحبُّ جَمْعَ المال، ويَبْخل بإخراجه، ففي التنْزِيل الحكيم: "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا" (الفجر 20). لأنَّ الإنسان مركَّبٌ فيه صِفَتا الظُّلْم والجهل، فيَظلم نفسَه ويَجهل حقَّ غيرِه عليه، "إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا" (الأحزاب 72). والإنسان مسؤول أمامَ الله عزَّ وجلَّ عن هذا المال: من أين اكْتَسَبه؟ وفيمَ أنْفَقَه؟ بهذا جاءَتِ الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. القائم بالاعتداء على المال العام بسرقة أو نهب ونحوه، مُعْتَدٍ على عموم المسلمين لا على الدولة فقط، ومَن أخَذَ شيئًا من هذا، فإنه لا يَملكه، والواجب عليه رَدُّه إلى بيت المال خزينة الدولة لِمَا روى أحمد وأبو داود والترمذي عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (على اليدِ ما أخَذَتْ، حتى تُؤَدِّيَه). الاعتداء على المال العام أمرٌ خطير، وذنبٌ عظيم، وجُرْمٌ كبير، والواجبُ على مَن أخَذَ منه شيئًا أنْ يتوبَ إلى الله تعالى وأنْ يَرُدَّ ما أخَذَ، لأنَّ الأصلَ في المال العام أو شِبه العام ونعني به مال الدولة والمؤسَّسات العامَّة والشركات الخاصَّة هو المنْعُ، وخصوصًا أنَّ نصوصَ الكتاب والسُّنة قد شدَّدتِ الوعيد في تناول المال العام بغير حقٍّ، وقد جعَلَ الفقهاءُ المالَ العام بمنزلة مال اليتيم، في وجوب المحافظة عليه، وشِدَّة تحريم الأخْذِ منه، ويُستثنَى من ذلك ما تَعَارَف الناس على التسامح فيه من الأشياء الاستهلاكيَّة، فيُعْفَى عنه باعتباره مأْذونًا فيه ضِمنًا، على ألاَّ يتوسَّعَ في ذلك، مُرَاعاة لأصْل المنْع، على أنَّ الوَرَع أوْلَى بالمسلم الحريص على دينه، (ومَن اتَّقى الشُّبهات، فقدِ استبرَأَ لدينه وعِرْضه).



شبكة الوادي الثقافي - الدكتور فاضل حسن شريف - الإثنين 27 / 11 / 2023 - 10:34 مساءً     زيارات 235     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك



تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,277
الصور 2,751
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 40
المجموع 7,788