جديد الموقع
بوابة التدوين :         البعثة النبوية.. منشور الرشد الإنساني الذي نقضته الأمة فابتليت         فاطمة الزهراء.. الكوثر الذي لا ينبض         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 103)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 102)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 101)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 100)     بوابة الصور :         احمد خليل الحصار ـ القديح ـ 7 سنوات         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس4         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس20         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس19         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس18         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس17     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         زيارة عاشوراء تحفة من السماء         رياض السالكين (الجزء السابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء السادس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الخامس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الرابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الثالث) ـ السيد علي خان الشيرازي    

ركزا و مركز في القرآن الكريم

ركزا و مركز في القرآن الكريم 
الدكتور فاضل حسن شريف



قال الله تعالى عن ركزا"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا" مريم 98 ركزا اسم، ركزاً: صوتاً خفيّا لا يُفهم، أو حسّا، وكثيرًا أهلكنا أيها الرسول من الأمم السابقة قبل قومك، ما ترى منهم أحدًا وما تسمع لهم صوتًا، فكذلك الكفار من قومك، نهلكهم كما أهلكنا السابقين من قبلهم، وفي هذا تهديد ووعيد بإهلاك المكذبين المعاندين. جاء في معاني القرآن الكريم: ركز الركز: الصوت الخفي، قال تعالى: "هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا" (مريم 98)، وركزت كذا، أي: دفنته دفنا خفيا، ومنه: الركاز للمال المدفون، إما بفعل آدمي كالكنز، وإما بفعل إلهي كالمعدن، ويتناول الركاز الأمرين، وفسر قوله صلى الله عليه وسلم: (وفي الركاز الخمس) (الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (جرح العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس) (أخرجه مالك في الموطأ، والبخاري في الزكاة باب الركاز، ومسلم في الحدود، و في شرح السنة)، بالأمرين جميعا، ويقال ركز رمحه، ومركز الجند: محطهم الذي فيه ركزوا الرماح.

جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (ركز)"ركزا" (مريم 98) الركز الصوت الخفي أي لا يرى لهم عين ولا يسمع لها صوت، وكانوا أكثر أموالا وأكبر أجساما وأشد خصاما من هؤلاء فحكم هؤلاء حكمهم. قوله: "فإنها من تقوى القلوب" (الحج 32) أي تعظيم شعائر الله من أفعال ذوي تقوى القلوب وإنما ذكرت القلوب لأنها مراكز التقوى فإذا تمكنت فيها ظهر أثرها في الجوارح.

عمارة المسجد الحرام أو سدانته و رعايته، كان لها أهميته الخاصّة، لأنّ المسجد الحرام حتى في زمن الجاهلية كان يعدّ مركزا دينيا، فكان المتصدي لعمارة المسجد أو سدانته محترما. قوله تعالى "وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً" (البقرة 126) استجاب اللّه لدعاء إبراهيم عليه السلام، و جعل هذه الأرض المقدسة مركزا آمنا بالمعنى الواسع لكلمة الأمن. كانت إسهامات العلماء المسلمين في مجالات الطب والهندسة والفلك والفلسفة وغيرها هي الأساس الذي قامت عليه النهضة العلمية والاجتماعية الغربية حيث تبوأت الدولة الإسلامية في عصور نهضتها مركزاً متقدماً في صدارة الحضارات البشرية بما حققته من مستويات متقدمة في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى "وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً" (مريم 98) الإحساس هو الإدراك بالحس، والركز هو الصوت، قيل: والأصل في معناه الحس، ومحصل المعنى أنهم وإن كانوا خصماء مجادلين لكنهم غير معجزي الله بخصامهم فكم أهلكنا قبلهم من قرن فبادوا فلا يحس منهم أحد ولا يسمع لهم صوت. وسلسلة الأعصاب تؤدي الإدراكات إلى العضو المركزي وهو الجزء الدماغي. قوله تعالى "فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (هود 112) يقال: قام كذا وثبت وركز بمعنى واحد كما ذكره الراغب وغيره. فقيام العمود أن يثبت على طوله وقيام الشجر أن يركز على ساقه متعرقا بأصله في الأرض. الأدب في كل مجتمع كالمرآة يحاكي خصوصيات أخلاق ذلك المجتمع العامة التي رتبها فيهم مقاصدهم في الحياة، وركزتها في نفوسهم عوامل اجتماعهم وعوامل مختلفة أخر طبيعية أو اتفاقية. إن المراد بقوله"فَاسْتَقِمْ" الدوام على الاستقامة وهي لزوم المنهج المستقيم المتوسط بين الإفراط والتفريط فقد عرفت أن معنى استقامة الإنسان في أمر ثبوته على حفظه وتوفية حقه بتمامه وكماله، واستقامة الإنسان مطلقا ركوزه وثبوته لما يرد عليه من الوظائف بتمام قواه وأركانه بحيث لا يترك شيئا من قدرته واستطاعته لغي لا أثر له. قوله تعالى "وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَة " (الاسراء 12) أي أذهبنا أثر الإبصار من الليل فالمحو قريب المعنى من النسخ يقال: نسخت الشمس الظل أي ذهبت بأثره ورسمه.

وقد قوبل المحو في الآية بالإثبات وهو إقرار الشيء في مستقره بحيث لا يتحرك ولا يضطرب يقال: أثبت الوتد في الأرض إذا ركزته فيها بحيث لا يتحرك ولا يخرج من مركزه فالمحو هو إزالة الشيء بعد ثبوته برسمه ويكثر استعماله في الكتاب. أن الهداية الدينية إنما بنيت على نفي التقليد عن الناس وركوز العلم بينهم ما أستطيع، فإن ذلك هو الموافق لغايتها التي هي المعرفة وكيف لا؟ ولا يوجد بين كتب الوحي كتاب، ولا بين الأديان دين يعظمان من أمر العلم ويحرضان عليه بمثل ما جاء به القرآن والإسلام. وقوله تعالى "وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً" (المائدة 20) يمكن أن يكون المراد بالملك مجرد ركوز الحكم عند بعض الجماعة فيشمل سنة الشيخوخة، ويكون على هذا موسى عليه‌ السلام ملكا وبعده يوشع النبي وقد كان يوسف ملكا من قبل، وينتهي إلى الملوك المعروفين طالوت وداود وسليمان وغيرهم. هذا، ويرد على هذا الوجه أيضا ما يرد على سابقه.

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وَ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً" (مريم 98)"الركز" بمعنى الصوت الهادى‌ء، و يقال للأشياء التي يخفونها تحت الأرض: "ركاز" أي إنّ هؤلاء الأقوام الظالمين، و أعداء الحق و الحقيقة المتعصبين، قد تمّ تدميرهم و سيحقهم الى حدّ لا يسمع صوت خفي منهم. قوله تعالى "أَصْلُها ثابِتٌ" (ابراهيم 24) أي مرتكز في الأرض ضارب بعروقه فيها، وقوله"وَفَرْعُها فِي السَّماءِ" (ابراهيم 24) أي ما يتفرع على ذلك الأصل من أغصانها في جهة العلو. المقصود من"القلب" في القرآن‌: لماذا نسب إدراك الحقائق في القرآن إلى القلب، بينما القلب ليس بمركز للإدراك بل مضخة لدفع الدم إلى البدن؟ الجواب على ذلك، أن القلب في القرآن له معان متعددة منها: 1- بمعنى العقل و الإدراك كقوله تعالى: "إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى‌ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ‌" (ق 27). 2- بمعنى الروح و النفس كقوله سبحانه: "وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ" (الاحزاب 10). 3- بمعنى مركز العواطف، كقوله: "سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ" (الانفال 12) و قوله: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ‌" (ال عمران 159). لمزيد من التوضيح نقول: في وجود الإنسان مركزان قويّان هما: 1- مركز الإدراك، و يتكون من الدماغ و جهاز الأعصاب. لذلك نشعر أننا نستقبل المسائل الفكرية بدماغنا حيث يتمّ تحليلها و تفسيرها. (و إن كان الدماغ و الأعصاب في الواقع وسيلة وآلة للروح). 2- مركز العواطف، و هو عبارة عن هذا القلب الصنوبري الواقع في الجانب الأيسر من الصدر. و المسائل العاطفية تؤثر أول ما تؤثر على هذا المركز حيث تنقدح الشرارة الاولى. حينما نواجه مصيبة فإننا نحسّ بثقلها على هذا القلب الصنوبري، و حينما يغمرنا الفرح فإننا نحسّ بالسرور و الإنشراح في هذا المركز صحيح أن المركز الأصلي للإدراك و العواطف هو الروح و النفس الإنسانية، لكن المظاهر و ردود الفعل الجسمية لها مختلفة. ردود فعل الفهم و الإدراك تظهر أولا في جهاز الدماغ، بينما ردود فعل القضايا العاطفية كالحب و البغض و الخوف و السكينة و الفرح و الهمّ تظهر في القلب بشكل واضح، و يحسّها الإنسان في هذا الموضوع من الجسم. ممّا تقدم نفهم سبب ارتباط المسائل العاطفية في القرآن بالقلب (العضو الصنوبري المخصوص)، و ارتباط المسائل العقلية بالقلب (أي العقل أو الدماغ).



شبكة الوادي الثقافي - الدكتور فاضل حسن شريف - الجمعة 1 / 12 / 2023 - 01:13 مساءً     زيارات 236     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك



تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,277
الصور 2,751
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 40
المجموع 7,788