بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اليوم السبت الثالث عشر من ربيع الأول كان الطفل نور ذو الأحد عشر عاماً يلهو ويلعب ويمتطي دراجته الهوائية التي قادته إلى عجلات الناقلة الثقيلة فدهسته وفارق الحياة، لقد تناثرت أجزاء جسمه البريئ أمام الجميع والأهل في ذهول تام فتلك تصرخ وتلك تندب والأخريات يلطمن على الصدور، وكل ذلك حدث بعد أن ذهب أحد أقاربه للبيت ليخبرهم بأن نورهم قد انطفأ تحت عجلات السيارة الكبيرة، كان الطفل
(نور محمد علي آل مرار) على موعد مع أهله لتناول وجبة الغذاء ولكن القدر لم يمهله ليختم حياته أمام أحبته بمنظر بشع يندى له الجبين، نور الذي كان يضئ سماء فريقهم ذهب وكأن القدر يقول كفاك يا نور فالأفول قد حان، الطريق لم يكن به إنارة فأرادت الجهة المعنية بذلك إنارته في هذا اليوم المشؤوم وبدلآً من أن تهب لنا نوراً يضئ لنا وللجميع، قضت على النور الحقيقي بكل سهولة وذهب الطفل نور وذهبت معه أحد عشر عاماً مليئة بالمواقف والذكريات بحلوها ومرها، هذا الطفل كان يميزه الحضور المستمر في صلاة الجماعة وفي مسجد الإمام علي عليه السلام، طفل في هذا السن من العمر ولديه هذا التوجه الممتاز كان من المتوقع له أن يحظى بمكانة سامية في وسط مجتمعه، ولكن ماذا تقول للقدر غير تقديم العزاء لأهل نور والدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الفسيح من جنته، بالأمس القريب ذهب مهدي واليوم نفقد نور، رحمهم الله رحمة الأبرار.. ولا ننسى أن نقدم واجب العزاء لزملائه الطلاب في الصف الخامس الإبتدائي وكذلك المعلمين.. عظم الله أجوركم جميعاً..
الكاتب: أبو حسين ، جار المتوفى (نور) بلدة القديح