جديد الموقع
بوابة التدوين :         البعثة النبوية.. منشور الرشد الإنساني الذي نقضته الأمة فابتليت         فاطمة الزهراء.. الكوثر الذي لا ينبض         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 103)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 102)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 101)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 100)     بوابة الصور :         احمد خليل الحصار ـ القديح ـ 7 سنوات         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس4         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس20         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس19         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس18         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس17     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         زيارة عاشوراء تحفة من السماء         رياض السالكين (الجزء السابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء السادس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الخامس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الرابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الثالث) ـ السيد علي خان الشيرازي    

الشيخ المسبح كما عرفت


بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قال الله تعالى :

}إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ{[فاطر:28]

وقال ايضا

(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر أولو الألباب( الزمر 9

وقال ايضا

(يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ) [المجادلة:11].

وقال الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)

علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل. (البحار ج 2 ص 22)

وقال ايضا : (صلى الله عليه وآله وسلم)

علماء أمتي أفضل من أنبياء بني اسرائيل (78 ص 346)

هذا ثناء من الله - سبحانه وتعالى – ومن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على العلماء, وبيانٌ لعظمة منزلتهم, ولعظمة فضلهم على الناس، والمراد بذلك العلماء بالله علماء الشريعة, علماء الذين يخافون الله ويراقبونه هم المرادون، إنما يخشى الله يعني الخشية الكاملة خشيتهم أكمل من خشية غيرهم، و إلا فكل مؤمن يخشى الله لكنها تتفاوت وليست خشية العلماء المتبصرون, علماء الحق, علماء الشريعة ليست خشيتهم مثل خشية عامة الناس بل هي أكمل وأعظم، ولهذا يراقبون الله, ويعلمون عباد الله ويقفون عند حدود الله، وينفذون أوامر الله, فأعمالهم تطابق أقوالهم, وتطابق علمهم، هم أكمل الناس خشية لله - عز وجل -، وليس معناها أن المؤمن لا يخشى الله لا، مراد الرب- جل وعلا- حصر الكمال مثل ما قال-جل وعلا-: إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[(2) سورة الأنفال]، ليس معناه أن الذي لا يوجل قلبه عند ذكر الله, أو لا يزداد إيماناً عند ذكر الله ليس بمؤمن، لا، بل المراد أن هؤلاء هم المؤمنون الكمل، المؤمنون الذين لديهم كمال إيمان وقوة إيمان، وهكذا قوله- جل وعلا-: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ[ (15) سورة الحجرات]، معناه المؤمنون الكمل الذين كمل إيمانهم، وليس معناه أن من لم يجاهد فلا إيمان له، بل له إيمان بقدره على حسبحاله وقدرته، فالمقصود من هذا كله بيان الكمال، كمال خشية الله وكمال الإيمان، و إلا فالمؤمنون جميعاً رجالاً ونساءً.

وإن لم يكونوا علماء عندهم خشية لله. وعندهم إيمان. وعندهم تقوى، لكن المجاهدين, والذين عندهم علمٌ أكمل من غيرهم إيماناً, وأعظم إيماناً لما حصل في قلوبهم من الخير العظيم, والخشية العظيمة التي حملتهم على أن علموا الناس الخير وعملوا به، وصدقوا أقوالهم بأعمالهم, وحملتهم خشيتهم لله على البدار بالجهاد في سبيله والصبر على تقديم أنفسهم بالشهادة؛ لأنهم يعلمون أنهم على طاعةٌ لله ولرسوله.

ولو نظرنا إلى الايات القرانيه والاحاديث النورانية تشير الى العلم الممزوج بالتقوى والعمل وان العلم بدون تقوى لا فائدة فيه بل هو ضرر بالمجتمع ولو كان العلم بدون التقوى ممدوح لكان ابليس اعلم العلماء ولكن هيهات يكون ذلك ومن ضمن هؤلاء العلماء الذين جمعوا العلم والتقوى فقيدنا الغالي الذي نحن نعيش في استقبال الذكرى الاولى لفقيداً عاش بيننا مظلوما كما عاشوا اسياده أهل البيت (عليهم السلام) وهو سماحة العلامة الشيخ علي بن إبراهيم المسبح (قدس) وفي هذه السطور كلامي عن حسب معرفتي به وحسب ماسمعت من والدي المغفور له سماحة الشيخ عيسى بن عبدالله الحاجي (قدس) المتوفي في مساء يوم الاربعاء ليلة الخميس الموافق : 26ـ27/9/1425هـ

ينقل والدي (أنه كان سماحة الشيخ المسبح لا يترك زيارة الامام الحسين (عليه السلام) في كل ليله وذلك اثناء اقامتنا في النجف الاشرف)

ويقول ايضا (يمضي في كل ليلة لزيارة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) مع كبر سنه وقد لا يوفق غيره من هو اصغر منه سنا)

لقد كان الشيخ ابا عطوفا رحيما على الطلبه الاحسائيين بعطفه في تلك الفترة الذي كان سماحة الشيخ في النجف الاشرف 0

وكان دائما (قدس) عندما ازوره في مجلسه ينصحني بالتمسك بالعلم والمطالعه في جميع مجالات العلوم

وفي الحقيقه نستطيع ان نقول عن هذا الرجل حين رحل عن اننا فقدنا ابا عطوفا رحيما رقيق القلب للضعفاء 0

لقد عرف سماحة الشيخ بحسن خلقه وجميل عشرته لا يتعالى على احد من الناس ولا يرى أنه فوقهم بل كان يشكر الله تعالى على كل نعمه فقد عرف بالتواضع لجميع الناس من الكبير والصغير لذى كسب المحبه في قلوب الناس وانه كما قال الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) } ثمرة التواضع المحبة{ وقال ايضا (عليه السلام) }التواضع ثمر العلم{ وبهذه الخصال أزداد رفعه عندالله وكذلك عن الناس وكما قال الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) }ماتواضع أحدا عند الله الا رفعه الله{ وان هذه الخصال قلما توجد عند كثير من الناس حتى عند بعض هل العلم والفضيله والدليل على تواضع الشيخ انظروا الى ملبسه وبيته المتواضع الذي يسكن فيه بعيدا عن حب الشهره وانه مصداقا لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) }ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما ايدي الناس يحبك الناس{ كما انه محب للناس والالفه ولا يتميز للفئة دون الأخره بل يعتبر جميع المؤمنين بكل طوائفهم واتجاهاتهم أخوه مؤمنين بل يحاول اصلاح بينهم ان حصل بينهم اختلاف بالاضافه انه كان يشارك المؤمنين في افراحهم واحزانهم فكان الشيخ سليم السريرة وكانت جميع اعماله لله سبحانه وتعالى لا يفرق بيننا احد من أصدقاء وهو مصدقا ايضا لقول المعصوم (عليه السلام) : (المؤمن حزنه في قلبه وبشاشته في وجهه)

ومن سجاياه الحميدة أيضا ما أن يسمع بمريض إلا ودعا له بعد الصلوات وتوسل إلى الله أن يمن عليه بالشفاء العاجل وخصوصا اذا كان المريض من العلماء وأصحاب الفضيلة وقد رأيت منه هذا كثيرا

وكان رحمه الله لا يقبل ان يغتاب امامه احد مهم كان الشخص حتى لو كان يختلف معه في بعض الامور

وكان غايه في التواضع حتى اذا جلس في مجلس لا يعرف إلا من عامة الناس لا يتكبر وتراه عامي مع الناس

فلقد كان صفوحا متسامحا مع كل الناس فلا ترى له عدوا يذكر بل يحبونه كل الناس الصغير والكبير لأنه يحبهم ويقدرهم ويحترمهم 0

ومن تواضعه اتذكر ان يوما من الايام صليت خلفه فلما انقضت الصلاة والتفت ورأني اصلي خلفه وكان لي الفخر بذلك عندما اصلي خلفه اعتذر اشد الاعتذار انه تقدم للصلاة وأنا العبد الفقير في عموم المصلين مع اني اعد كولد من أولاده وتلميذ من تلامذته وهو يتصرف معي هكذا فكيف حاله مع اساتذته وزملائه

وأن شيخنا الراحل مصداقا للكلمه التي تنقل عن مرجع الطائفة سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (رضوان الله عليه) :

(لا أظن أن طلبة الاحساء إلا ملائكة ملبسين لباس الثياب)

وهو مصداقا لقول أبي الفتح البستي الشاعر العباسي :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسان،إحسان

ياخادم الجسم كم تسعى لخدمته ... أتطلب الربح مما فيهخسران

أقبل على النفس فاستكمل فضائلها...فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

وكما قال بعض الشعراء وأنها تنطبق على شيخنا المقدس


العلم زين فكن للعلم مكتسباً

وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَمُقْتَبِسا

اركن إليه وثق بالله واغنَ به

وكن حليماً رزين العقلمحترسا

وَكُنْ فَتًى ماسكا مَحْضَ التُّقى ورعا

للدِّيْنِ مُغْتَنِما لِلْعِلْمِ مُفْتَرسا

فمن تخلقَ بالآداب ظلَّ بها

رَئِيْسَ قَوْمٍ إِذَا ما فارقالرؤسا

لقد رحل عنا رجلا عطوفا متواضعا يعطي من بين جنباته الحب والتقدير والاحترام لكل من يلقاه وأن شيخنا رشف من العلوم أسماها ومن الأخلاق أروعها ولم يخرج من هذه الدنيا إلا وترك لنا ثمرا وغصنا يانعا إنه سماحة الشيخ رضا المسبح نسأل من الله أن يرينا فيه علماً من أعلام الدين فلاً تنسى ياشيخ علي على مر التاريخ

وختاماً

فسلاماً عليك أيها الشيخ يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعث حيا مع أئمتك وساداتك محمد وآله الطيبين الطاهرين.


كتبه العبد الحقير وخادم الامام الحجة والعلماء

محمدرضا بن المغفور له الشيخ عيسى الحاجي

من المبرز ـ السياسب

بتاريخ /1/4/1434هـ من فجر يوم الثلاثاء
شبكة الوادي الثقافي - محمدرضا بن المغفور له الشيخ عيسى الحاجي - السبت 2 / 03 / 2013 - 11:49 مساءً     زيارات 2487     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك



تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,277
الصور 2,751
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 40
المجموع 7,788