قفل راجعًا سماحة العلامة الشيخ حسين العمران، من قم المقدسة،عام 1398 هجرية، بعدما نهل من ينابيعها الصافية، وارتوى من حياضها العذبة، حتى نال المكانة السامقة التي يستحقها، والدرجة العالية في العلم والمعرفة والأخلاق، بالإضافة إلى شخصيته المهابة الوقورة المحترمة، فتسلم إمامة مسجد والده، وهو إلى الآن عالم القطيف البارز، وأحد خدام أهل البيت (عليهم السلام)، وشاعرهم من الطراز الأول، سجل له والده العديد من القصائد من هذا النوع، الذي يتجلى فيه إيمانه الراسخ بالله عز وجل، وولاءه المتين لأئمته في كتابه (الأزهار الأرجية)، يسعدنا أن نهدي القارئ الكريم المقتطفات التالية:
قال في ذكرى ميلاد الإمام علي عليه السلام بعنوان:
(يا منبع الطهر)
نور الإمامة للتوحيد برهـــــــــان **** ومولد الحق للتاريخ عنــــــــوان
ومشرق العدل من آفاق مطلعه **** هدى تباشر فيه الأنس والجان
ومطلع النور في بيت تقدســــه **** بنو الخليل فعدنان وقحطـــــان
ومنها بعد أبيات:
طلائع الركب أنى سار متجهاً **** للفتح عطف وإكرام وإحسان
والجند ينشد آيات منزلـــــــة **** من الكتاب فكل الجند فرقان
وإن هم نزلوا في موطن جعلوا*** تلك البقاع بذكــــــر الله يزدان
يؤمهم حيدر الكرار في يــــده ****لوا العقيدة فيه النصــر عنوان
ومن قصيدة (يا قطب دائرة الوجود) الذي قالها في ذكرى مولد الإمام الحسين سلام الله عليه، قال:
ذكراك في أفق الإمامة مطلع**** وبحقل مجـــــدك للتحرر منبع
وصعيد قدسك روضة معطارة**** العقل فــــي جنباتها يترعــرع
وبيوم مولدك المبارك علقـت **** شمع تلألأ من سناك وتسطع
ومنها بعد أبيات:
بطل الكرامة والفضيلة والإبــــــا**** ماذا يقول بوصف يومك مبدع
لك في الطفوف مواقف محمودة**** درراً بتاج المكرمات ترصــــع
أنطقت عجماء المحافل بالثنــــا**** فالشعر ينطق والمقالة تسمع
أبصرت في أفق الخلود ملامحـاً **** قد خلت إنك خلفها مستودع
فنصبت سلم خاطري ومشاعري*** وبدأت أصعد نحوها أتطلــــــع
فحسبت إني في علاك محلـق *** وإذا بآمالي الجسام تقطـــــع
وله قصائد عديدة في غاية الروعة، وتصب جلها في أهل البيت (عليهم السلام)، وقد امتاز شعره بهذه الكيفية بسبب بلاغته وفصاحته، وإلمامه باللغة العربية، التي هي أحوج ما تكون لدى الشاعر أو الأديب، ليمتاز عن غيره في هذا الجانب، وإنك إذا ما حضرت مسجده وخصوصاً في أيام الجمع وبعد أداء الصلاة، واستمعت لمحاضراته تجد كل ما ذكر آنفاً، مضافاً إلى أسلوبه الشيق والممتع الذي يتحلى بهما شيخنا حفظه الله، ومتع المؤمنين بعلمه وأدبه آمين.