لا يخفى على أي مثقفٍ بأن الإعلام له أثره الإيجابي في إبراز المنجز، وتحفيز الكوادر العاملة في الوسط الاجتماعي، لهذا تجد الكثير في كل الدنيا لهم مواقعهم الإعلامية كذلك لهم تلك العلاقات مع الآخرين إعلاميا..، أين القديح؟!، سؤال يباغتني الآن باحثا عن الأسباب في هذا الغياب، أو شبه الغياب إذا ما أردنا الإنصاف، كثيرٌ، كثيرٌ من الفعاليات التي تقام في المجتمع القديحي، وكثيرٌ، كثيرٌ من المبدعين يسكنون أروقة القديح، أين الإعلام القديحي من ذلك؟!، لن أكون سلبياً كعادة الوصف الذي يأتيني بين الفينة والأخرى، ولكن الحق يقال، إن الإعلام القديحي مريضٌ بداء الكسل، والخمول إلا ما ندر..
يخجلك جداً أن تبصر كل هذا الإبداع ولا نافذةٍ إعلاميةٍ تعانق ظله، يخجلك جداً أن تكون هناك فعالياتٌ ولا نافذةٍ إعلاميةٍ تبعث الضوء..، نعم، قد يظن القارئ العزيز بأن هذا تهجم على مجموعةٍ هنا، أو مجموعةٍ هناك، ربما، والقارئ له حرية التفكير، والفكرة، ولكننا نؤكد بأن الإعلام القديحي كسولٌ، خجولٌ وهذا يراه كل متتبعٍ لمجريات الفعل الاجتماعي، الثقافي، الرياضي وعلاقتة بالجانب الإعلامي فعلياً وليس صورياً، ربما، بل أكيد قد يطرح البعض استفساراً من خلاله يريد معرفة الأسباب، وهنا نلمح قليلاً لبعض الأسباب حسب علمنا القاصر تواضعاً، وهي:
أولاً: عدم استيعاب دلالة الإعلام ثقافياً كمفهوم له ماهيته.
ثانياً: وجود القليل، القليل من المواقع على الشبكة العنكبوتية تهتم بالمنجز القديحي.
ثالثاً: الغياب الشبه كامل للكوادر الإعلامية إلا ما يعد على أطراف الأصابع.
رابعاً: غياب ما يسمى بالتهيئة حيث لا توجد أي جهةٍ تهتم بصناعة إعلامي يخضع لورشات عملٍ، ودوراتٍ، ومحاضراتٍ تعده لهذا العمل الإعلامي - أكثر الموجود هي اجتهاداتٌ شخصيةٌ ليس أكثر -.
خامساً: غياب عنصر التحفيز.
مشكلتنا أننا عقولٌ تتقن التذمر لا عقولٌ تتقن البحث عن حل المشكلة، وصناعة الدواء الناجع للفراغ، لست ممن يمتهن حرفة المدح لأمدح ما أحبه بقدر ما أمتهن حرفة خط الإستواء، حقيقةً إن القديح تمتلك من الطاقات ما يجعلها تتميز، ولكن للأسف، والأسف كما يشاع ذباحٌ، ذباح، نعم، نحن نتجاهل الإمكانيات التي نتحلى بها قصداً، أو بدون قصد، تسربلنا بالفراغ، والنعاس حتى أصبحنا نعايشه مكوناً ذاتياً يؤثر على طموحنا، ومنجزاتنا، ترهلنا حتى أصبحنا كعجينةٍ فيسبوكيةٍ، تويتريةٍ، انستجراميةٍ ليس إلا، أنتم يا أبناء بلدتي تمتلكون أقلاماً تحسدون عليها، أنتم يا أبناء بلدتي تمتلكون عقولاً كنهرٍ مدرارٌ، مدرارٌ، أنتم يا أبناء بلدتي كنجوم سماءٍ، سماء..، وأخيراً، نشد على أيدي البعض الذين يسعون في إبراز منجزات القديح، وأخبار القديح بكل أطيافهم وعلى سبيل المثال لا الحصر، المركز الإعلامي في نادي مضر، جوال مضر، جمعية مضر الخيرية، قروب أخبار القديح أول بأول..، ونطمح للمزيد من التفاعل من قبل النخب الثقافية، وأصحاب الأقلام المبدعة، والعقول النيرة، حقاً، إن المتابع لقنوات التواصل الاجتماعي يرى الكثير من الأقلام الرائعة تحتضن ساحها، فلماذا لا نراهم يُغنون القنوات التي تهتم بالمنجز القديحي؟!.
تحيةً لكل من حمل على عاتقه احتضان القديح إعلامياً سواءً من القديح، أو من خارجها.