جديد الموقع
بوابة التدوين :         البعثة النبوية.. منشور الرشد الإنساني الذي نقضته الأمة فابتليت         فاطمة الزهراء.. الكوثر الذي لا ينبض         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 103)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 102)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 101)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 100)     بوابة الصور :         احمد خليل الحصار ـ القديح ـ 7 سنوات         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس4         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس20         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس19         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس18         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس17     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         زيارة عاشوراء تحفة من السماء         رياض السالكين (الجزء السابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء السادس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الخامس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الرابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الثالث) ـ السيد علي خان الشيرازي    

العمل التطوعي بين الأمراض الداخلية والتوجسات الحكومية



المبادرة التي تبناها عدد من الطلاب المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وربما في دول أجنبية أخرى تحت شعار "نبي الرحمة" وجدت صدى طيباً في النفوس السليمة التي تدرك أهمية تقديم الصورة الجميلة للإسلام عند المجتمعات الغربية التي تستقر في مخيلتها صورة أحداث 11 سبتمبر ودخان الحروب المشتعلة في بلدان المسلمين، ولوك الأكباد وقطع الرؤوس واللعب بها في الشوارع.
هذه المبادرة وجدت في المقابل موقفاً رسمياً توجسياً لا يخلو من الطائفية تحت ذريعة الحرص على تقديم نصوص صحيحة. وبدلاً من تشجيع هذه المبادرات التي تدعو للإسلام بالتي هي أحسن، وتعرف الآخر بالنبي الذي شوهته النصوص التي تعج بها الكتب في أسواقنا وأسواقهم.. بدلا من كل ذلك أصدرت إحدى الجهات الرسمية تحذيرات بعدم ممارسة هذا النشاط في المستقبل. وهذا نموذج من نماذج التعامل الحكومي الرسمي مع الأعمال التطوعية في المجتمع.
يختلف مفهوم العمل التطوعي لدى المجتمعات باختلاف صور تطبيقاته، فهو في المجتمعات المتقدمة مفهوم يلامس معظم الحقول، بدءاً من الانخراط التطوعي في البرامج التعليمية، مروراً بالمشاركة المجانية في تنظيم السير، ولا تنتهي عند معالجة المرضى، ومساعدة المسنين والأطفال على عبور الشوارع. بل تحول العمل التطوعي في الدول المتقدمة إلى برامج مؤثرة في القوانين والأنظمة، وربما يقفز هنا مثال النقاط التي تضاف إلى درجات الطالب الجامعي الذي شارك في أعمال تطوعية خلال فترة الدراسة. هذا التأثير أيضاً طال القطاع الاقتصادي الخاص.
كما برزت في العالم المتقدم منظمات تأسست ضمن مفهوم العمل التطوعي، فيمكن ملاحظة الكثير من المؤسسات التي تهتم بالعمل التطوعي وتنظيمه. ويربو عدد المتطوعين في الولايات المتحدة الأمريكية على 64 مليون متطوع سنوياً، بمعدل 5 ساعات أسبوعياً للفرد الواحد، وتقدر قيمة ساعة عمل المتطوع بحوالى 21.79 دولاراً، أي 6.9 مليار دولار اسبوعياً، بمعنى أن الحكومة الأمريكية لو أرادت أن تتحمل ما يقوم به المتطوعون لتكبدت ميزانيتها 362.6 مليار دولار سنوياً (1.4 تريليون ريال تقريباً).
مقابل هذا فإن العمل التطوعي في المجتمعات المتأخرة يبدو بدائياً جداً نتيجة عدد من الأسباب في مقدمتها انعدام ثقافة العمل التطوعي في المناهج التعليمية، وضغوط الحياة التي تسببها الحكومات نتيجة سوء إدارتها، والتي تركت الفرد فريسة الحاجات الأساسية المفقودة. فالفرد في هذه المجتمعات لا يجد وقتاً كافياً لتوفير لقمة العيش فكيف يفكر في البرامج التطوعية! ناهيك عن توجس الجهات الرسمية من النشاطات التطوعية عموماً، ومن الأمثلة الواضحة في هذا الإطار الموقف الرسمي من حملة "نبي الرحمة".
في الإطار العام؛ يكتسب العمل التطوعي أهميته من مجموعة من الأمور:
- في العمل التطوعي تصقل النفوس وتتعلم تجاوز المصلحة الضيقة التي لا ترى سوى النفس. من يمارس العمل التطوعي يتربى على حب الآخرين والتضحية من أجلهم مقابل حب الذات.
- يعزز العمل التطوعي الاتجاه نحو المجتمع المدني، فلا بد للمجتمع من  المبادرة والمشاركة في المسؤولية وعدم الاعتماد على المؤسسات الرسمية في تحديات الإصلاح والتنمية.
- يساهم العمل التطوعي في تنمية المهارات والاستفادة من القدرات والطاقات التي تذهب هدراً في كثير من الأحيان، بل تتحول أحياناً كثيرة إلى الاتجاه السلبي الهدام.
تختلف دوافع الإنسان نحو العمل التطوعي باختلاف الثقافة والبيئة الاجتماعية وربما السياسية والاقتصادية أيضاً. ومن المؤكد أن الإنسان بطبيعته يتفاعل مع المحيط خاصة في الظروف غير الاعتيادية، لذا تبرز روح العمل التطوعي بشكل واضح في حالات الكوارث إذ يتحفز الجانب الإنساني وينطلق المرء دون حسابات ربحية من اجل المساعدة.
في مجتمعنا المحافظ يكون الدين في كثير من الأحيان دافعاً للعمل التطوعي، بل نجد أن غالبية البرامج التطوعية تصب في اتجاه البرامج الدينية. فبناء المساجد والحسينيات، وتقديم الدروس الدينية، وتعليم الصلاة، وتقديم الخدمات لحضور مجالس العزاء، وما أشبه تجد اهتماماً لدى شريحة واسعة من المجتمع. ولهذه الدافعية أصل ديني من خلال الآيات والروايات التي تتحدث عن هذا بكثافة.
ويمارس جزء من أفراد المجتمع العمل التطوعي من منطلق رد الجميل، ينطبق هذا على البرامج التطوعية التي لها علاقة بمفهوم المواطنة، أو تتصل بالعلاقة بالمجتمع، فمن يشارك في نظافة الشواطئ يحفزه شعوره بأن لهذه البيئة جميلاً ينبغي رده عليها من خلال الاعتناء بها. وهكذا من يشارك في مهرجان تراثي فإن شعوره بعطاءات الوطن له تجعله يساهم في العمل التطوعي. منطلق رد الجميل ينسحب أيضاً على المتطوع في البرامج الدينية، حيث يرى أن لهذه البوابات والبرامج دوراً كبيراً في حفظ دينه ووصوله إليه.
تكتنف العمل التطوعي في مجتمعنا مجموعة من الإشكالات، من أهمها:
- غياب المنهجية. ومن آثار ذلك غياب التطوير، إذ لم يتطور العمل التطوعي وظلت الاشكالات الأخرى حاضرة على امتداد التجربة.
- غياب الدعم الحكومي، بل توجس الحكومة من البرامج الأهلية ومحاربتها أيضاً تحت ذرائع متعددة بدلاً من تبني هذا النوع من الأعمال التي تساهم في تنمية البلاد والحفاظ على طاقاته من الانخراط في مسارات خاطئة.
- غياب المتخصصين. وهي نتيجة لعاملين أحدهما هو غياب المنهجية والآخر هو ابتعاد الكثير من المتخصصين عن العمل التطوعي.
- الانغلاق على التجربة المحلية، وعدم الاستفادة من تجارب العمل التطوعي في المجتمعات المتقدمة، بل عدم الانفتاح حتى على تجارب المجتمعات القريبة التي تسبقنا نوعاً ما في هذا الحقل.
- الاعتماد على قيادات عمل تطوعي وفدوا من بيئات إدارية غير ناجحة.
- عدم قدرة القائمين على الأعمال التطوعية على تجاوز أمراض الفئوية والتصنيف التي يعاني منها المجتمع بشكل واضح وخطير.
- التكرار والازدواجية، وهي حالة ربما يكون منشؤها أيضاً غياب المنهجية والتخطيط، وكذلك إصرار الفئويين على الاحتفاظ بواجهات عمل خاصة بهم.
هناك صعوبات تواجه القائمين على الأعمال التطوعية، وهي لا تصمد أمام التخطيط والسعي لإنجاح التجربة، ومن بين الصعوبات التي يتحدث عنها اصحاب الشأن: حساسية موضوع محاسبة الأعضاء على التقصير، فهؤلاء متبرعون بأوقاتهم وجهدهم وربما أموالهم، ومحاسبتهم على التقصير يكتنفه الكثير من الحرج. كما يعاني مسؤولو البرامج التطوعية من التنقلات والانسحابات الطبيعية للأعضاء. وغياب الانسجام بين فرق الأعضاء أو فرق العمل، وهي ركيزة مهمة في العمل التطوعي أكثر من غيره.
ختاماً؛ لا بد هنا أن نقف احتراماً لكل العاملين في المبادرات والأعمال الخيرية التطوعية، فهم رغم كل المصاعب والضغوط يؤدون عملاً مهماً، وهو وإن خالطته بعض العيوب فإننا لا نشك في نواياهم واخلاصهم لمجتمعهم ودينهم. هذا لا يمنع بالطبع أن نقوم بمراجعة ما يجري من أجل التطوير، وربما نحن بحاجة إلى دراسة هذه التجربة، وعقد ندوات حولها لإنضاجها ولتعظيم الاستفادة منها في الانتقال إلى المجتمع المدني
شبكة الوادي الثقافي - ناصر الحسين ـ كاتب واعلامي ـ سيهات - الجمعة 14 / 02 / 2014 - 10:55 مساءً     زيارات 646     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك



تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,277
الصور 2,751
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 40
المجموع 7,788