الحوار لهذا اليوم سيكون مع احد الأطباء المخلصين لبلده ووطنه، والذي امتهن الطب ليخفف عن المرضى آلامهم، فمن امنية كان يحلم بها الى العالمية حيث الحلم اصبح حقيقة, فهاهو الآن يقارع الكبار من الأطباء في العالم، انه ابن القديح ابن تلك القرية الحالمة الوديعة التي انجبته وتربى في احضانها واحضان عائلته التي غذته بالعلم والأخلاق..
الأستاذ جمال الناصر اراد ان يقدم له التهنئة بهذه الإنجازات العظيمة والمشرفة إلا أنه كان شغوفاً بالتعرف على شخصيته اكثر فكان منه الحوار التالي:

* ممكن تعرفنا بنفسك ؟ .

الدكتور ناصر بن الحاج سعيد بن ناصر الخاطر استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير وجراحة إعادة التأهيل .
من مواليد مدينة القديح بعام 1382 هـ ترعرعت في مدينة القديح وأنهيت فيها المراحل الأولى من الدراسة العامة .

* دخولكم عالم الطب ، هل كان طموحاً منذ الصغر ، أم تكون في مرحلة الشباب ؟ .

كان حلمي منذ الصغر بأن أصبح طبيباً في يوم من الأيام أخدم وطني وأخفف من معاناة المرضى
حتى أن أقراني ومنذ الصغر كانوا ينادوني بالدكتور سواءً عن طريق التشجيع أو المزاح .

* لكل إنسانٍ متميز حكاية إبداع ورائها قدوة ، ممكن تشير بإصبعك على الإنسان الذي يمثل قدوة في حياتك ؟ .

العامل الأهم وراء هذه الرغبة الكبيرة هو والدي حفظه الله وذلك بحكم أن مهنته في المجال الطبي بشركة أرامكو السعودية ، بالإضافة إلى والدتي الحنونة حفظها الله والتي كانت ترعى هذه الرغبة في نفسي وتنميها .

* حدثنا عن مسيرتك العملية و العلمية ؟ .

أنهيت دراستي الثانوية بالقديح والتحقت بجامعة الملك فيصل بالدمام وحصلت على درجة البكالوريوس في الطب العام والجراحة
بعدها التحقت بالعمل الطبي المتخصص وحصلت على شهادة الدكتوراه في الجراحة العامة وذلك لحصولي على شهادة الاختصاص السعودية في الجراحة وشهادة البورد العربي في الجراحة والزمالة الجراحية من الكلية الملكية في إيرلندا بعدها خضعت لعدة دورات تخصصيه في جراحة المناظير وجراحة السمنة وجراحة الغدد وجراحة إعادة التأهيل في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والسويد والنمسا واستراليا وبريطانيا وعملت في عدة مستشفيات عامة ومتخصصة في المملكة منها مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض ومستشفى القوات المسلحة بالرياض ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ومستشفى الأمير سلمان بالرياض وحاليا أعمل في مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية بالرياض ، و لدي الكثير من الأبحاث والدراسات والمشاركة في العديد من المجلات العلمية في أكثر من مجال جراحي .

* حدثنا عن منجزاتك في حياتك العملية ؟ .

نعم قمت بإجراء أكبر عملية إصلاح فتق في العالم قبل سنتين ومسجله بموسوعة جينس للأرقام القياسية كما قمت بعدة طرق مبتكرة في العمل الجراحي خاصة لجراحة المناظير وإعادة التأهيل ، وساهمت بعدة لجان إشرافية على مستوى وزارة الصحة وذلك لعمل بروتوكولات خاصة بالعمل الجراحي كذلك وضع النواة الأساسية لجراحة اليوم الواحد ولي كتاب خاص بذلك ودليل عمل موثق بوزارة الصحة ، و كان لي الشرف كذلك في تدريب العديد من الأطباء على مستوى المملكة في جراحة المناظير .

* حدثنا عن مشاركاتك في المؤتمرات محلياً و خارجياً ؟ .

لي تواجدٌ كبيرٌ ومتواصل في المؤتمرات الطبية محلياً وعلى مستوى العالم ممثلاً لوطني الغالي في مجال تخصصي حيث كان آخرها في شهر فبراير الحالي حيث شاركت في مؤتمر متخصص للأورام السرطانية بمدينة فانكوفر الكندية بدعوة خاصة من الجمعية الكندية للأورام شاركت فيه بورقة عملٍ خاصةٍ بآخر المستجدات في علاج سرطان الثدي .

* لنبتعد قليلاً عن الجو الطبي ، هل لك اهتمامات أخرى ثقافية و أدبية مثلاً ؟ .

نعم لي اهتمامات شعرية واسعة كما أن لي مشاركات شعرية إبان بداية دراستي الجامعية في العديد من المنتديات والملتقيات و المهرجانات التي كانت تقام في تلك الفترة وقد استحوذت شخصية الرسول الأعظم محمد – ص – بالإضافة إلى بلادي الغالية على غالبية منظوماتي الشعرية و منها أذكر :

يا بلادي ياحبيبة   عزك رب الشبيبة
ورعاك و حماك  خالق الكون وطيبة
كيف أنساك و قد  كنت على أرضك أحبو
كيف أنساك و في  قلبي حنين ليس يخبو
يا بلادي ياحبيبة   عزك رب الشبيبة
ورعاك و حماك  خالق الكون وطيبة
ها أنا في سبق   العلم سفير لك أشدو
و أفدي إسمك الغالي على الأفاق يشدو
يا بلادي ياحبيبة   عزك رب الشبيبة
ورعاك و حماك  خالق الكون وطيبة
          
  
* ما علاقة الدكتور ناصر بالرياضة ؟ .

علاقتي بالرياضة منذ الصغر و لازلت متابعاً قدر الإمكان نظراً لانشغالاتي العملية ، و كانت بداية علاقتي بالرياضة عن طريق نادي مضر بالقديح حيث التحقت بفريق كرة اليد كحارس للمرمى حيث تدرجت في المراحل السنية إلى أن وصلت إلى الفريق الأول ولكن التحاقي بكلية الطب وضع حداً لمسيرتي الرياضية و لكني لم أنقطع عن متابعة شؤون وأخبار ومباريات النادي إلى الآن ، بالإضافة لحرصي الدائم على تكريم الفرق المتفوقة بالنادي وكلي فخرٌ واعتزازٌ بحصول الفريق الأول لكرة اليد بالنادي على لقب كأس آسيا للأندية و تمثيله المشرف للمملكة في بطولة العالم للأندية .

* موقف له أثره في حياتكم الأكاديمية ؟ .

وفاة جدتي لأبي – رحمها الله - كان لها أثراً كبيراً في حياتي بشكلٍ عامٍ والعلمية بشكلٍ خاص حيث كانت أمنيتها أن تراني طبيباً ناجحاً وكنت مقرباً منها بشكلٍ كبيرٍ وكانت تناديني دائماً بالدكتور ناصر وكانت وفاتها أثناء دراستي في المدرسة مما منحني إصراراً أكبر للاجتهاد أكثر تحقيقاً لأمنيتها رحمها الله .

* مهنة الطب هي مهنة إنسانية قبل كل شيء ، تعليقك على هذه الجملة ، وبماذا تنصح الأطباء ؟ .

لزاماً علينا جميعاً نحن الأطباء الجد والاجتهاد للوصول إلى آخر ما وصل إليه العلم في مجال تخصصنا وذلك لخدمة وطننا الغالي ورفع اسمه في كل المجالات فمهنتنا إنسانية بحتة ولا أستطيع أن أصف لكم الشعور الذي ينتابني عندما أكون سبباً في تخفيف آلام المرضى .

* كلمة الدكتور ناصر في ختام هذا اللقاء ؟ .

أشكر لكم اهتمامكم وأتمنى لكم التوفيق ، كما نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدينا جميعا لما فيه خدمة وطننا وأهلنا ومجتمعنا والإنسانية جمعاء .