جديد الموقع
بوابة التدوين :         البعثة النبوية.. منشور الرشد الإنساني الذي نقضته الأمة فابتليت         فاطمة الزهراء.. الكوثر الذي لا ينبض         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 103)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 102)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 101)         أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 100)     بوابة الصور :         احمد خليل الحصار ـ القديح ـ 7 سنوات         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس4         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس20         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس19         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس18         الحفل الختامي لبرنامج التكليف السادس17     بوابة الصوتيات :         مناجاة - مناجاة الخائفين ـ بصوت: هاني الخزعلي         الأدعية والزيارات - دعاء التوسل ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - اللهم ارزقني حج بيتك الحرام ـ بصوت: حبيب الدرازي         الأدعية والزيارات - دعاء يا عدتي ـ بصوت: ياسر كمال         مناجاة - مناجاة العارفين ـ بصوت: مرتضى قريش         الأدعية والزيارات - زيارة عاشوراء ـ بصوت: الشيخ علي مدلج     بوابة المرئيات :         مسجد السهلة المعظم بالعراق         شهر الرحمن ـ أداء: محمد وليد الحزيزي ـ اشبال الصادق الإنشادية         هذا الصادق جعفر ـ إنشاد: محمد حسين خليل ، رضوان شاهين ، فاتن منصور         نور من الرحمن ـ أداء: هاني محفوظ         اقرأ وتدبر ـ الميرزا محمد الخياط         خديجة أم المؤمنين ـ باسم الكربلائي     البرامج والكتب :         زيارة عاشوراء تحفة من السماء         رياض السالكين (الجزء السابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء السادس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الخامس) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الرابع) ـ السيد علي خان الشيرازي         رياض السالكين (الجزء الثالث) ـ السيد علي خان الشيرازي    

الإفريقية التي زرعت السلام/ كاظم فنجان الحمامي

الإفريقية التي زرعت السلام



كاظم فنجان الحمامي

السيدة (ونغاري ماتاي): زنبقة سوداء من الزنابق الكينية الباهرة الجمال, فاحت بعطرها وسحرها, ونثرت شذى أريجها العبق في ربوع حوض الكونغو, ونالت أعلى مراتب الشهرة والنجاح بكل المعايير الإنسانية الداعية للمحبة والتعايش السلمي بين الشعوب والأمم, وتسلقت سلم المجد في كفاحها الطويل, فاستحقت جائزة نوبل للسلام عام 2004, ومنحتها الحكومة الفرنسية أعلى أوسمة الشرف عام 2006, واختارها الاتحاد الأوربي مستشارة له, وعينتها أكثر من عشرة أقطار أفريقية سفيرة للنوايا الحسنة, فصارت نجمة كونية تتلألأ في سماء خط الاستواء.

شنت (ونغاري) معاركها الميدانية المبكرة ضد انحسار الغابات الإفريقية, وأعدت العدة لخوض هذه المعارك البيئية الشاملة قبل أكثر من ربع قرن منطلقة من حديقتها المنزلية الصغيرة, وكانت نقطة البداية عام 1977 بزراعة تسع شجيرات حول منزلها, ثم انخرطت في العام التالي بأكبر حملات التشجير وأوسعها, وقادت أفواج حركة الحزام الأخضر في المدن الكينية.
عملت السيدة (ونغاري) في الحقل العلمي, واشتغلت في المختبرات البيولوجية, فكانت أستاذة جامعية لامعة, ومربية فاضلة, وُصفت بأنها ذكية جدا, وقوية جدا, وعنيدة جدا.

اكتشفت (ونغاري) أن التدهور البيئي والتعدي على حقوق الإنسان مترابطان ترابطا وثيقا لا فكاك منه, واكتشفت أيضا أن ندرة الموارد الطبيعية تتسبب دائما بنشوب العديد من النزاعات والخسائر, فجمعت في أهدافها بين المطالبة بإرساء قواعد العدل والإنسانية في المجتمعات الإفريقية, وبين المطالبة بحماية البيئة والحفاظ عليها, وكان كفاحها منصبا على أحقية الشعوب في استخدام ثرواتها المائية لإرواء أراضيها الخصبة,
قالوا عنها أنها كالأشجار السامقة الشامخة, التي لا تُقهر ولا تُدحر, تبوأت مركز الصدارة في المنظمات الاجتماعية, ووقفت في طليعة علماء الأحياء, الذين ناضلوا لإنقاذ كوكب الأرض, وتلطيف أجواءه بزراعة 130 مليون هكتار بمائة وأربعين مليار شجرة, بمعدل 14 مليار شجرة كل عام, على مدى عشرة أعوام, فقامت على الفور, وبمساعدة النساء الكينيات بغرس أكثر من ثلاثين مليون شجرة في الضواحي والأحياء السكنية, متضمنة المدارس, والمساجد, والكنائس, والساحات والشوارع والأرصفة.

حققت السيدة (ونغاري ماتاي) البالغة من العمر 64 عاما انتصارات كبيرة في معاركها البيئية والإنسانية, وواصلت برامجها الرامية إلى تشجيع التنوع البيئي, وتشجيع التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية, على الصعيدين الكيني والإفريقي. كانت تفكر على الصعيد العالمي, وتتحرك على الصعيد المحلي, وكانت من أشد المتحمسين لحقوق الإنسان, فتعرضت في سياق نشاطاتها السلمية لسلسلة من المضايقات والافتراءات, وزجت بها حكومة الرئيس (دانيال عرب موي) في السجن, واحتجزتها خلف القضبان, لكنها تمردت على القيود الظالمة, ومضت في طريقها نحو تحقيق العدالة الإنسانية الشاملة, حتى أصبحت فيما بعد وزيرة للبيئة في كينيا, وكانت ترى أن الموارد الطبيعية وجه مهم من وجوه السلام والاستقرار, وان تدمير البيئة يؤدي حتما إلى زعزعة الأمن المحلي والإقليمي والعالمي, فتركز كفاحها على زراعة بذور المحبة والسلام, والوقوف بحزم في مواجهة ظاهرة انحسار الغابات الطبيعية, التي تشكل أبشع عوامل الجفاف والجوع والفقر والتخلف.
ترى ما الذي ستقوله السيدة (ونغاري ماتاي) عندما تتاح لها الفرصة لزيارة البصرة وتشاهد ما آلت إليه أحوال غابات النخيل, التي كانت تزين ضفاف شط العرب من القرنة إلى الفاو, وما الذي ستقوله حينما ترى جفاف أهوار العراق ؟, وما الذي ستقوله حينما تعلم كيف تسببت الحروب الكارثية في اجتثاث اكبر رئة من رئات الكون ؟, وكيف تسبب الإنسان في تدمير آخر ما تبقى من أغنى بساتين النخيل في العالم وأجودها إنتاجا ؟؟, أغلب الظن أنها ستعلن الحداد, وترتدي السواد, وقد تدفن نفسها في رماد جزيرة (أم الرصاص) التي قتلها الرصاص. .  
شبكة الوادي الثقافي - السبت 23 / 10 / 2010 - 05:53 مساءً     زيارات 693     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك



تسجيل الدخول


احصائيات عامة

المقالات والأخبار 1,277
الصور 2,751
الرواديد 82
الصوتيات 2,010
المرئيات 1,628
مكتبة البرامج والكتب 40
المجموع 7,788