"خلية النحل"
هو الوصف الذي نطلقه عندما نرى التكاتف بين خدمة الحسين عليه السلام لإنجاز عمل مميز ،أكثر من 100 شخص في ساحة واحدة متعاضدون لتجهيز ساحة العرض لمسرحية "مصارع الكرام" في يوم العاشر من محرم ، وغيرهم سيأتون في يوم عاشوراء ليبلغ طاقم العمل أكثر من 700 شخص من بينهم كادر التمثيل , الكشافة , الضيافة , التنظيم بالإضافة إلى الكادر الإعلامي والكثير من اللجان الأخرى.....

"مما لاشك فيه أن بركات الإمام الحسين (ع) حاضرة معنا ، فالتوفيق كبير جداً، حيث أنجزنا مالا يمكن إنجازه رغم قصر المدة" فقد "بحثنا بعناية حتى وفقنا لتوفير هذه الأرض لتكون حاضنة للعمل في المنطقة" هكذا قال المسؤولون في المسرح العاشورائي عندما تحدثوا لنا عن تفاصيل نقل العرض بسبب أعمال صيانة وزفلتة الطريق من المكان الذي تم إستخدامه في الخمسة عشر سنة الماضية والواقع على شارع أحد (الهدله) الجهة الشمالية إلى المكان الحالي على نفس الشارع ولكن في الجهة الجنوبية مقابل مدرسة سعيد بن المسيب بالقديح..

حيث أشاروا إلى أن بداية العمل على الأرض الجديدة كان في24 من ذي الحجة حيث كانت تحتاج لكثير من الإعداد والترتيب.

وشكروا التعاون الكبير الذي حصلوا عليه من جميع الجهات التي تعاملوا معها ومن هذه الجهات مالك الأرض الجديدة..
و أشادوا بالمجتمع القطيفي الولائي الذي دعمهم بقوة. ومن أمثلة الدعم التي اخبرونا عنها " صاحب الشيول" الذي يأتي يومياً للمساعدة في صف الأرض بالرمال وبدون مقابل خدمة لأبي عبدالله الحسين (ع). والعمل الدائم والشاق الذي يقوم به الكوادر.

إذاً هكذا إبتدأ المشوار بالعمل ليلاً ونهاراً، "أربعة شياول وتيدرين ماء " وغيره من المعدات لتسوية الأرضية بشكل كامل.

ولم يكن في البداية حتى مكان للإستظلال من الشمس للكوادر العاملة بسبب التغير المفاجئ لمكان العمل فجاءت فكرة إفتتاح مضيف تحت مسمى " أحياء عند ربهم" حيث أن هذا المضيف مكيف ومرتب تم إعداده في جانب من جوانب الساحة لخدمة العاملين فيها وإمدادهم بالطعام والشراب وتوفير مكان الراحة والاجتماع. وليكون مقر حراسة ليلي لحماية المكان إذ يبلغ الأشخاص الذين يسهرون للحماية أكثر من 10 أشخاص ليلياً.

ورأينا كيف أنه قد تم صف قسم كبير من المدرجات منبهين إلى عدم دقة الرقم الذي نشرناه في تقرير سابق حول عدد حضور المسرح الحسيني ، فالمدرجات لوحدها تتسع إلى مايقارب الستة آلاف مشاهد ، إضافة إلى "خيمة العرض" التي تتسع لألف شخص فإذا ما أضفنا المشاهدين خارج المدرجات وكذلك الكوادر من مختلف الفئات فإن العدد سيزيد عن 10،000 بكثير . هذا بخلاف المخيم النسائي المركزي الموجود داخل القديح والذي يحظى بنقل مباشر فيتسع إلى 3500 إمرأة.

وهناك نقاط أعجبتنا كثيراً منها:-
** أن مخيم العرض يحتوي على شاشة كبيرة للمشاهدة حيث سيتواجد به مترجم خاص لذوي الإحتياجات الخاصة من الصم والبكم ، إضافة إلى مترجمة من النساء تقوم بالمباشرة في المخيم النسائي المركزي لتذليل العقبات لذويهم..

ومن النقاط الملفتة للنظر..
** قيام الكوادر والجهات المساندة ببناء 30 دورة مياه في يوم واحد وتهيئة وإعداد أماكن إلى 30 مضيفاً سيكونون جنباً إلى جنب لخدمة الزوار..

كما سألنا عن إستعدادات الطوارئ فأخبرونا أن لجنة الأطباء بالمسرح العاشورائي قد إتفقت مع 13 طبيباً سيتواجدون بالساحة في أماكن مختلفة وموزعة بحيث نضمن الرعاية الطبية لكل محتاج من الكادر وغيرهم..
بالإضافة إلى توفير طبيبة مع طاقم متكامل من الممرضات للجانب النسائي مع وجود سيارات إسعاف هنا وهناك تحسباً لحالات الطوارئ ، وفوق ذلك كله فقد قامت مؤسسة موكب أهل البيت عليهم السلام بإعداد وتدريب الكثير من الكوادر على دورة الإسعافات الأولية والحائزون على شهادات معتمدة في التدخل للإسعاف الطبي في حال الحاجة إلى ذلك..

كما أنه وبعد التنسيق مع لجنة الأمن والسلامة تم الإتفاق على وضع مطبات على الشارع العام شرقاً وغرباً لحماية الزوار والحفاظ على سلامتهم.

ويدعو المنظمين للفعالية جميع القادمين إلى مشاهدة تمثيلية " مصارع الكرام" إلى ضرورة توخي الحذر والحرص عند عبور الشارع العام واعدين بوجود إرشادات للمعزين كالتي تم نشرها بين الكوادر العاملة في وقت سابق وأن هذا الموضوع سيحظى بتنظيم خاص .

هذا ولا تزال جلسات المتابعة والعمل الدؤوب قائمة على قدم وساق حيث ذكر الكوادر أن الساحة ستكون جاهزة بشكل كامل قبل يوم العاشر من المحرم.

نرجوا من الله العلي القدير الموفقية إلى كوادر تمثيلية "مصارع الكرام" والتي تقام تحت إشراف مؤسسة أهل البيت (ع) وأن يقدموا مايليق ويعظم شعائر الإمام الحسين عليه السلام..