تعددت وتنوعت مقولات الغرب في الإمام الحسين”ع” فالعالم والفيلسوف والمؤرخ والكاتب والعامي من الناس ممن نكت الحسين في قلوبهم نكتة بيضاء كانت لهم ضياء وللمقتدين بهم نور وهدى.
حينما يقال إن للحسين قبراً في قلب كل شيعي ترى هذا ليس مقتصراً على الموالين، بل تعداه إلى قلوب المخالفين والمنكرين وما ذلك إلا لقدسية الإمام والهالة النورانية التي استمد منها العالم معنى التضحية والفداء في سبيل إحقاق الحق وتجسيد العدالة السماوية في الأرض.
قضية تحولت مع تقادم الزمان إلى ملحمة يقال لها “ملحمة كربلاء”، لم يكن للموت منهم نصيب إنما كانت الحياة والخلود لهم، أفراد كرسالات السماء صنعوا الحياة وكتبوا التاريخ وأناروا الطريق سرجاً لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد,
مقولتان فقط نضعهم أمام أعيننا لعالميتهما الأولى للمستشرق المسيحي انطوان بارا “لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية ولأقمنا له في كل أرض منبر ولدعونا الناس الى المسيحية بإسم الحسين”
والثانية لتأثيرها على الجنسيات التي تترد على مجتمعاتنا للزعيم والفيلسوف الهندي “تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر”
هنا في مخيم كربلاء الصغرى أوفي المتحف الحسيني ترى زواراً سكن الحسين قلوبهم، تعرفوا عليه رمزاً شامخاً من تنقلاتهم هنا وهناك
وزيارتهم لهذه الأماكن التي تحوي النبض الحسيني خير دليل على عالمية الحسين ووصوله إلى قلب كل باحث ومحب للحقيقة.
زوار من الهند وباكستان يأتون كل عام لزيارة مجسم ضريح الإمام الحسين والتل الزينبي إلا أنهم هذا العام رأوا شيئاً مختلفاً، أثار دهشتهم وأجرى الدموع من أعينهم.
تحدثت مسئولة المتحف الحسيني “فخرية البناي” ولنا مع الجاليات العربية والأجنبية شأن آخر فدخول المتحف برسوم رمزية لتغطية بعض النواحي المادية للمتحف إلا أننا معهم نشرع الأبواب، فنحن نسعى لاستقطاب الأجانب ليتعرفوا عن قرب على قضية الإمام الحسين “ع”، إلا أننا نرى من خلال جولتنا معهم أن الحسين “ع” غائراً في قلوبهم ، يعرفون من هو الحسين وما جرى عليه وعلى أهل بيته.
إحدى الزائرات من الجالية الهندية وأخرى من الباكستانية ” طيبة فاطمة “تحدثنا عنها ”البناي” أنها وبعد جولتها في ساحة المخيم ورؤيتها لمشهد السيدة زينب “ع” والتل الزينبي وسفينة النجاة ، دخلت المتحف وعرفناها على الآثار والمقتنيات المعروضة فيه ، وما أن انتهينا من جولتنا القصيرة إلا وهي نادبة باكية، جلست على الأرض تبكي نداءها ياحسين، فاض قلبها وعجز لسانها عن التعبير عن تلك اللحظة التي لملمت فيها شتات ما في نفسها لتراه حقيقة متجسدة أمام ناظريها.
وقبل خروجها من المتحف خطت كلمات في دفتر الزوار تنم عما في قلبها لم تعرف خطوطها العربية سوى كلمات طبع الزمان حروفها بكل اللغات ”اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم”، لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله… ”اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستود فيها، فرج كربتي وكربة كل مكروب.
ومع تواجدنا حول هذه الأعمال الرائدة في منطقة القديح نرى الكثير من المشاهد المؤثرة التي تشعر القائمين عليها بالفخر والاعتزاز وتفتح للزوار باباً واسعاً للاطلاع على الثقافة الحسينية من منظور فني يحتوي على الأثر والقيمة الحضارية.
الجدير بالذكر ان المتحف الحسيني والذي يتضمن مقتنيات وآثار ثمينة تم الحصول عليها من العتبات المقدسة والتراث الحسيني القطيفي مازال يستقبل زواره يومياً في الأوقات التالية :
* الصباح الروضات والنساء من 8 إلى 11 صباحا. وللنساء من 6 إلى 10 بعد مساء وللرجال من 10 ليلا إلى 12 ليلا والعصر من 3 إلى 5 مساء.
* الموقع : القديح مقابل البلدية.
*نقلا من خليج سيهات