وتَحِلّ ذِكرَى الأربعينِ
على النفوسِ المُوجَعَاتِ
وبَعدُ ما جَفّتْ
دُموعُ المثكلينْ ..
وبَعْدُ يا شَهدَ الشهادةِ
ما ارتوتْ منكمْ
صـلاةُ العَابدينْ ..
وتعودُ
تُشرقُ في ليالينا
قناديل الصلاة ..
من مسجدِ
المولى عليٍ
في القديح
وفي العنود
بجامع السّبط
الحسين أبي الأباة ..
في الأربعين
تَجَدّدُ الذكرى
ونحن ما نسينا
أو تناسينا
النفوس الغالياتْ ..
لا زال ينبضُ
في ربوع الخطِّ
والأحساءِ
شِريان الحياةً ..
لازال يحرسُنا هنا
عبدالجليلِ ..
وحيدرٌ بالحبِّ
يرفع كفّهُ
المخضوبَ
في الدمامِ
في حي العنودِ
يوزَع الريحان
يَلهو
فوق أحْقَاد الطغاةْ ..
يا صَفْوةَ الوقتِ الطّهورِ
بِجمعة الميلادِ
لما اصّعَدَتْ أرواحكمْ
نَحوَ السّماءِ
ويا لكمْ من صَاعدينْ ..
ما فارقتنا لحظةً
تلك الوجوهُ النيراتُ
بَلِ استدارتْ نحونا
مثل البدورِ الطالعاتِ
فلا تغيبُ بأي حين ..
أنتمْ حظيتمْ بالمفازةِ
من إلـهِ العالمينْ ..
ونحنُ فزنا
بإنتماءِ الإرتماءِ
بخطِِّ حقٍ لا يلينْ ..
لم ْ ننثنيْ ..
لم ترتجفْ
مِنّا القلوبُ الوالهاتُ
للحظةِ العتقِ السّجينْ ..
لمّا انتفضنا
كالسِّيولِ الجارفاتِ
من الجبالِ
على مَساماتِ اليبابِ
فاينعتْ عِشقاً
تَجلّى في الجباهِ
فكبرت :
الله أكبرُ
يا محمدُ
يا عليُّ
ويا حسين ..
فُزْتّمْ
وربّ الطيبينِ
الطاهرينْ ..
والتينِ والزيتونِ
والآيِ المبينْ ..
بالخُـلْدِ
في جناتِ عدنٍ
والجوارِ
بخيرِ خلقِ اللهِ
في الماضين والآتينَ
مِنْ كُلِّ البَرايا أجمعينُ ..
إبراهيم الزين
شهر رمضان المبارك
1436 هجرية