وردت سيارة ومشتقاتها في القرآن الكريم: فَسِيرُوا، وَلِلسَّيَّارَةِ، سِيرُوا، يُسَيِّرُكُمْ، السَّيَّارَةِ، سَيَّارَةٌ، يَسِيرُوا، سُيِّرَتْ، نُسَيِّرُ، سِيرَتَهَا، وَسَارَ، السَّيْرَ، وَتَسِيرُ، سَيْرًا، وَسُيِّرَتِ. وواسطة النقل مثل السيارة لها طريق أي مجرى وكذلك مواقف خاصة بها سماها القرآن الكريم في احدى آياته مرسى"وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا" (هود 41). قوله تعالى "وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ" (يوسف 19) سيّارة أي جماعة من المسافرين، يمرّون بالجبّ ويحطّون رحالهم على مقربة منه، ليستقوا، ولتستقى دوابّهم، ثم ليتزودوا بما يقدرون على حمله من الماء. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَاءَتْ سَيَّارَةٌ أَيْ قَوْمٌ يَسِيرُونَ من مدين إلى مصر فأخطئوا الطَّرِيقَ فَانْطَلَقُوا يَهِيمُونَ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ، فَهَبَطُوا عَلَى أَرْضٍ فِيهَا جُبُّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ الْجُبُّ فِي قَفْرَةٍ بَعِيدَةٍ عَنِ الْعُمْرَانِ لَمْ يَكُنْ إِلَّا لِلرُّعَاةِ، وَقِيلَ: كَانَ مَاؤُهُ مِلْحًا فَعَذُبَ حِينَ أُلْقِيَ فِيهِ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
قال الله تعالى عن ركزا"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا" مريم 98 ركزا اسم، ركزاً: صوتاً خفيّا لا يُفهم، أو حسّا، وكثيرًا أهلكنا أيها الرسول من الأمم السابقة قبل قومك، ما ترى منهم أحدًا وما تسمع لهم صوتًا، فكذلك الكفار من قومك، نهلكهم كما أهلكنا السابقين من قبلهم، وفي هذا تهديد ووعيد بإهلاك المكذبين المعاندين. جاء في معاني القرآن الكريم: ركز الركز: الصوت الخفي، قال تعالى: "هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا" (مريم 98)، وركزت كذا، أي: دفنته دفنا خفيا، ومنه: الركاز للمال المدفون
قال الله تعالى عن صدود"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا" النساء 61& صدودا اسم، رأيت المنافقين يصدون: يُعرضون، وإذا نُصح هؤلاء، وقيل لهم: تعالوا إلى ما أنزل الله، وإلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهديه، أبصَرْتَ الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، يعرضون عنك إعراضًا. جاء في معاني القرآن الكريم: صدد الصدود والصد قد يكون انصرافا عن الشيء وامتناعا، نحو: "يصدون عنك صدودا" (النساء 61)، وقد يكون صرفا ومنعا نحو: "وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل" (النمل 24)،"الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله" (محمد 1)،"ويصدون عن سبيل الله" (الحج 25)،"قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله" (البقرة 217)،"ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك" (القصص 87)، إلى غير ذلك من الآيات. وقيل: صد يصد صدودا، وصد يصد صدا (قال السرقسطي: وصد عن الشيء صدودا، أعرض، وصد أيضا: ضج).
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين" (البقرة 58)"القرية " (البقرة 58) بيت المقدس، وقيل: أريحا من قرى الشام، أمروا بدخولها بعد التيه، و"الباب" (البقرة 58) باب القرية، وقيل: هو باب القبة التي كانوا يصلون إليها، وهم لم يدخلوا بيت المقدس في حياة موسى، أمروا بالسجود عند الانتهاء إلى الباب شكرا لله وتواضعا، وقيل: السجود أن ينحنوا داخلين ليكون دخولهم بخشوع، وقيل: طؤطئ لهم الباب ليخفضوا رؤوسهم فلم يخفضوها."وقولوا حطة " (البقرة 58) هي فعلة من الحط كالجلسة والركبة، وهي خبر مبتدأ محذوف، أي: مسألتنا حطة، والأصل النصب بمعنى
26- أخرج أبو داوود والنسائي وابن ماجة وآخرون خبر: المهدي من عترتي من ولد فاطمة.
27- وجاء من طرق بعضها رجاله موثقون أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: كل سبب ونسب منقطع، وفي رواية: ينقطع يوم القيامة إلا وفي رواية ما خلا سببي ونسبي يوم القيامة، وكل ولد أُم وفي رواية وكل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم.
جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى" (طه 131) زهرة اسم، زهرة: زينة و بهجة. زهرة الحياة الدنيا: زينتها و بهجتها. ولا تنظر إلى ما مَتَّعْنا به هؤلاء المشركين وأمثالهم من أنواع المتع، فإنها زينة زائلة في هذه الحياة الدنيا، متعناهم بها؛ لنبتليهم بها، ورزق ربك وثوابه خير لك مما متعناهم به وأدوم؛ حيث لا انقطاع له ولا نفاد.
تكملة للحلقة السابقة جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ" (النمل 36) "فلما جاء سليمان" أي فلما جاء الرسول سليمان "قال أ تمدونني بمال" أي تزيدونني مالا وهذا استفهام إنكار يعني أنه لا يحتاج إلى مالهم "فما آتاني الله خير مما آتاكم" أي ما أعطاني الله من الملك والنبوة والحكمة خير مما أعطاكم من الدنيا وأموالها "بل أنتم بهديتكم تفرحون" إذا هدى بعضكم إلى بعض وأما أنا فلا أفرح بها أشار إلى قلة اكتراثه
1951- قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)
1952- قال رجل لعلي بن الحسين عليه السلام تركت الجهاد و خشونته و لزمت الحج و لينته. قال و كان متكئا فجلس فقال: (ويحك ما بلغك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع. إنه لما همت الشمس أن تغيب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا بلال قل للناس فلينصتوا فلما أنصتوا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن ربكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم و شفع محسنكم في مسيئكم، فأفيضوا مغفورا لكم و ضمن لأهل التبعات من عنده الرضا). (ثواب الأعمال)
1926- يقول الشيخ عبد الحافظ البغدادي: هناك صورة واضحة ظهرت يوم احد حين ترك اصحاب النبي اهل مكة نبيهم ليلاقي مصيره بعد استشهاد حمزة بن عبد المطلب. وهروب جميع المهاجرين والانصار الا عدد لا يزيد على اربعة عشر فردا فاغتنمت قريش الفرصة وأصابت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وجهه. عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ يَمسح الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ: (كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ وَأَدْمَوْا وَجْهَهُ؟) كانت معركة احد اختبار حقيقي لصدق الثبات على الايمان يوم بقي وحده بين تسعة من أصحابه
1901- عنه صلى الله عليه وآله وسلم (أدبني ربي فأحسن تأديبي)
1902- يقول الشيخ عبد الحافظ البغدادي: وتوالت عمليات الاغتيال الفردية والجماعية حتى ان بعضهم كان يفتخر انه سيقتل محمدصلى الله عليه وآله وسلم ومن هؤلاء أبىّ بن خلف الذي عزم على اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ أُبَيّ بْنُ خَلَفٍ يَلْقَى رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِمَكّةَ فَيَقُولُ يَا مُحَمّدُ إنّ عِنْدِي فَرَسًا أَعْلِفُهُ كُلّ يَوْمٍ واطعمه مِنْ ذُرَةٍ، أَقْتُلُك عَلَيْهِ. فَيَقُولُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بَلْ أَنَا أَقْتُلُك إنْ شَاءَ اللّهُ ". فَلَمّا رَجَعَ إلَى قُرَيْشٍ خَدَشَهُ فِي عُنُقِهِ خَدْشًا غَيْرَ كَبِيرٍ فَاحْتَقَنَ فيه الدّمُ.
1876- يقول الشيخ عبد الحافظ البغدادي: عن ابن عباس قال: دخل ناس من قريش على صفية بنت عبد المطلب، فجعلوا يتفاخرون ويذكرون أمورهم في الجاهلية. فقالت صفية: منا رسول صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: تنبت النخلة (أو الشجرة) في الأرض الكبا فقالت: وما الكبا؟ قالوا: الأرض التي ليست بطيبة. وهؤلاء كلهم من الصحابة.فذكرت (ذلك صفية)
التاريخ مهم جدا في المحاكم والقرارات الصادرة من القضاء ما بعد 2003 ليس كما كان قبلها، وكل يعلم كيف كانت المحاكم الصورية في عهد البعث ورئيسه المقبور، وقرارات الحكم على كثير من الناس حتى وصل حكم الإعدام على الرؤيا، شتان ما بين المرحلتين، لكن كلما كان القضاء حاسما كلما أصبحت الأرض أكثر أمانا، وكلما كان القضاء نزيها أصبحت القناعة والثقة عند الإنسان أكثر اطمئنان بان حقه لا يضيع.
حصل اختلاف عند المفسرين هل ان اصحاب الايكة هم اهل مدين قوم شعيب ام قوم آخرين، فالبعض يبين انهم نفس القوم بقبيلتين احداهما تسكن في مدين والاخرى في غابات ذات اشجار عالية قرب مدين، ومفسرين قالوا انهما قبيلة واحدة يعملون في التجارة لان المكيال والميزان ورد لكليهما "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (الاعراف 85)، و "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ
قال الله جل جلاله في آيات من سورة هود عن اهل مدين قوم نبي الله شعيب عليه السلام التي تكرر مفاهيم بعض آياتها كما في آيات سورة الاعراف التي تم التطرق لها في الحلقة السابقة "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ
جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قال الله تعالى "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" آل عمران 37 "وكفلها زكرياء" ضمها إليه وفي قراءة بالتشديد ونصب زكريا ممدودا ومقصورا والفاعل الله "كلما دخل عليها زكريا المحراب" الغرفة وهي أشرف المجالس "وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى" من أين "لك هذا قالت" وهي صغيرة "هو من عند الله" يأتيني به من الجنة "إن الله يرزق
كملة للحلقة السابقة قال الله تعالى عن كلمة الدمار ومشتقاتها "ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ" الشعراء 172 دَمَّرْنَا: دَمَّرْ فعل، نَا ضمير، دَمَّرْنَا الآخَرِينَ: أهلكناهم، ثم أهلكنا مَن عداهم من الكفرة أشدَّ إهلاك، وأنزلنا عليهم حجارة من السماء كالمطر أهلكتهم، فقَبُحَ مطرُ من أنذرهم رسلهم ولم يستجيبوا لهم؛ فقد أُنزل بهم أشدُّ أنواع الهلاك والتدمير، و "ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ" الصافات 136 دَمَّرْنَا: أهلكنا، ثم أهلكنا الباقين المكذبين من قومه، و "تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ" الأحقاف 25 تدمر فعل، تُدَمِّرُ: تهلك، تدمِّر كل شيء تمر به مما أُرسلت بهلاكه بأمر ربها ومشيئته، فأصبحوا لا يُرى في بلادهم شيء إلا مساكنهم التي كانوا يسكنونها، مثل هذا الجزاء نجزي القوم المجرمين؛ بسبب جرمهم وطغيانهم، و "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا" محمد 10 دمر فعل، دَمَّرَ اللهُ عَلَيهِم: أهلكهم وأهليهم ومساكنهم، أفلم يَسِرْ هؤلاء الكفار في أرض الله معتبرين بما حلَّ بالأمم المكذبة قبلهم من العقاب؟ دمَّر الله عليهم ديارهم، وللكافرين أمثال تلك العاقبة التي حلت بتلك الأمم.
وردت كلمة أسير ومشتقاتها في القرآن الكريم: أُسَارَى، أَسْرَى، الْأَسْرَى، وَتَأْسِرُونَ، وَأَسِيرًا، أَسْرَهُمْ. جاء في معاني القرآن الكريم: الأسر: الشد بالقيد، من قولهم: أسرت القتب، وسمي الأسير بذلك، ثم قيل لكل مأخوذ ومقيد وإن لم يكن مشدودا ذلك. في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عن الاسرى (أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الرّكعة الآخرة يقول: اللّهم أنجِ عياش بن أبي ربيعة، الله أنجِ سلمة بن هشام، اللّهم أنجِ الوليد بن الوليد، اللّهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين). قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: (فُكُّوا الْعَانِيَ وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ)
قال الله تعالى عن كلمة أسير ومشتقاتها "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا" الانسان 8 وَأَسِيرًا: وَ حرف عطف، أَسِيرًا اسم، وأسيرا يعني المحبوس، هذا الشراب الذي مزج من الكافور هو عين يشرب منها عباد الله، يتصرفون فيها، ويُجْرونها حيث شاؤوا إجراءً سهلا، هؤلاء كانوا في الدنيا يوفون بما أوجبوا على أنفسهم من طاعة الله، ويخافون عقاب الله في يوم القيامة الذي يكون ضرره خطيرًا، وشره فاشيًا منتشرًا على الناس، إلا مَن رحم الله، ويُطْعِمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه، فقيرًا عاجزًا عن الكسب لا يملك من حطام الدنيا شيئًا، وطفلا مات أبوه ولا مال له
طالما ان الانسان مكرم "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الاسراء 70) فان قتله يعد انتهاك لهذا التكريم الا ما حدده الشرع. ورد في الروايات ان السلف نهى عن حمل السلاح للافراح ايام العيد الا ان يخافوا عدوا. والامة الخيرة "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" (ال عمران 110) هي التي تحفظ ناسها من الاذى واشر الاذى القتل. اما قتل شخص بجريمة شخص اخر كقتل اخ بجريمة ان اخيه قاتل فهذا وزر كبير "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" (فاطر 18) ومنها القتل الجماعي بوزر المعتقد. وقد حدد الشرع لولي المقتول المظلوم الرد على القاتل بذاته بدون اسراف "وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا" (الاسراء 33) وبعض المفسرين رجحوا ان ولي المقتول هو السلطان المنصور واخرين قالوا المقتول نفسه هو المنصور.
ان قتل البريء محرم "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" (الاسراء 33) و قد نهى عنه القرآن الكريم اشد النهي "أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" (المائدة 32)، وكذلك كما في قصة ابني ادم عليه السلام قابيل الذي قتل اخوه البريء هابيل "لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ" (المائدة 28-29) لذلك فان قاتل البريء ظالم لا يخاف الله.
جاء في معاني القرآن الكريم: سمر السمرة أحد الألوان المركبة بين البياض والسواد، والسمراء كني بها عن الحنطة، والسمار: اللبن الرقيق المتغير اللون، والسمرة: شجرة تشبه أن تكون للونها سميت بذلك، والسمر سواد الليل، ومنه قيل: لا آتيك السمر والقمر (المثل في المستقصى 2/243)، وقيل للحديث بالليل: السمر، وسمر فلان: إذا تحدث ليلا، ومنه قيل: لا آتيك ما سمر ابنا سمير (انظر: اللسان (سمر) ؛ والمستقصى 2/249)، وقوله تعالى: "مستكبرين به سامرا تهجرون" (المؤمنون 67)، قيل معناه: سمارا، فوضع الواحد موضع الجمع، وقيل: بل السامر: الليل المظلم. يقال: سامر وسمار وسمرة وسامرون، وسمرت الشيء،